Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 57-58)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وأنيبوا إلى ربكم أيها الناس ، وأسلموا له ، أن لا تقول نفس يوم القيامة : يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله ، في أمر الله ، وأن لا تقول نفس أخرى : لو أن الله هداني للحقّ ، فوفقني للرشاد لكنت ممن اتقاه بطاعته واتباع رضاه ، أو أن لا تقول أخرى حين ترى عذاب الله فتعاينه { لَوْ أنَّ لي كَرَّةً } تقول : لو أن لي رجعة إلى الدنيا { فأكُونَ مِنَ المُحْسِنينَ } الذين أحسنوا في طاعة ربهم ، والعمل بما أمرتهم به الرسل . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } الآية ، قال : هذا قول صنف منهم { أوْ تَقُولَ لَوْ أنَّ اللَّهَ هَدَانِي … } الآية ، قال : هذا قول صنف آخر : { أوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى العَذَابَ } … الآية ، يعني بقوله { لَوْ أنَّ لي كَرَّةً } رجعة إلى الدنيا ، قال : هذا صنف آخر . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { أنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } قال : أخبر الله ما العباد قائلوه قبل أن يقولوه ، وعملهم قبل أن يعملوه ، قال : { وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرً } { أنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } { أوْ تَقُولَ لَوْ أنَّ اللَّهَ هَدَانِي … } إلى قوله : { فأكُونَ مِنَ المُحْسِنينَ } يقول : من المهتدين ، فأخبر الله سبحانه أنهم لو رُدّوا لم يقدروا على الهدي ، وقال : { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لمَا نُهُوا عَنْهُ وَإنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } وقال : { وَنُقَلِّبُ أفْئِدَتِهُمْ وأبْصَارَهُمْ } كما لم يؤمنوا به أول مرة ، قال : ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى ، كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا . وفي نصب قوله { فأَكُونَ } وجهان أحدهما : أن يكون نصبه على أنه جواب لو والثاني : على الرد على موضع الكرة ، وتوجيه الكرة في المعنى إلى : لو أن لي أن أكر ، كما قال الشاعر : @ فَما لَكَ مِنْها غيرُ ذِكْرى وَحَسْرَةٍ وَتَسأَلَ عَنْ رُكْبانِها أيْنَ يَمَّمُوا ؟ @@ فنصب تسأل عطفاً بها على موضع الذكرى ، لأن معنى الكلام : فمالك … بيرسلَ على موضع الوحي في قوله : { إلاَّ وَحْياً }