Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 60-60)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { وَيَوْمَ القِيامَةِ تَرَى } يا محمد هؤلاء { الَّذِينَ كَذَبُوا على اللَّهِ } من قومك فزعموا أن له ولداً ، وأن له شريكاً ، وعبدوا آلهة من دونه { وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ } والوجوه وإن كانت مرفوعة بمسودة ، فإن فيها معنى نصب ، لأنها مع خبرها تمام ترى ، ولو تقدّم قوله مسودّة قبل الوجوه ، كان نصباً ، ولو نصب الوجوه المسودّة ناصب في الكلام لا في القرآن ، إذا كانت المسودّة مؤخرة كان جائزاً ، كما قال الشاعر : @ ذَرِينِي إنَّ أمْرَكِ لَنْ يُطاعَا وَما ألْفَيْتَنِي حِلْمِي مُضَاعَا @@ فنصب الحلم والمضاع على تكرير ألفيتني ، وكذلك تفعل العرب في كلّ ما احتاج إلى اسم وخبر ، مثل ظنّ وأخواتها وفي « مسودّة » للعرب لغتان : مسودّة ، ومسوادّة ، وهي في أهل الحجاز يقولون فيما ذكر عنهم : قد اسوادّ وجهه ، واحمارّ ، واشهابّ . وذكر بعض نحويي البصرة عن بعضهم أنه قال : لا يكون أفعالّ إلا في ذي اللون الواحد نحو الأشهب ، قال : ولا يكون في نحو الأحمر ، لأن الأشهب لون يحدث ، والأحمر لا يحدث . وقوله : { ألَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى للْمُتَكَبِّرِين } يقول : أليس في جهنم مأوى ومسكن لمن تكبر على الله ، فامتنع من توحيده ، والإنتهاء إلى طاعته فيما أمره ونهاه عنه .