Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 61-62)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وينجي الله من جهنم وعذابها ، الذين اتقوه بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه في الدنيا ، بمفازتهم : يعني بفوزهم ، وهي مفعلة منه . وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل ، وإن خالفت ألفاظ بعضهم اللفظة التي قلناها في ذلك ذكر من قال ذلك : حدثني محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله : { وَيُنْجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا بِمفَازَتِهِمْ } قال : بفضائلهم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { وَيُنْجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا بِمفَازَتِهِمْ } قال : بأعمالهم ، قال : والآخرون يحملون أوزارهم يوم القيامة { وَمِنْ أوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بغَيرِ عِلْمٍ ألا ساءَ ما يَزِرُونَ } واختلفت القراء في ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة ، وبعض قراء مكة والبصرة : { بِمفَازَتِهِمْ } على التوحيد . وقرأته عامة قراء الكوفة : « بِمفَازَاتِهِمْ » على الجماع . والصواب عندي من القول في ذلك أنهما قراءتان مستفيضتان ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب ، لاتفاق معنييهما والعرب توحد مثل ذلك أحياناً وتجمع بمعنى واحد ، فيقول أحدهم : سمعت صوت القوم ، وسمعت أصواتهم ، كما قال جل ثناؤه : { إنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ } ولم يقل : أصوات الحمير ، ولو جاء ذلك كذلك كان صواباً . وقوله : { لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } يقول تعالى ذكره : لا يمس المتقين من أذى جهنم شيء ، وهو السوء الذي أخبر جل ثناؤه أنه لن يمسهم ، ولا هم يحزنون يقول : ولا هم يحزنون على ما فاتهم من آراب الدنيا ، إذ صاروا إلى كرامة الله ونعيم الجنان . وقوله : { اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وهُوَ على كل شيءٍ وَكِيلٌ } يقول تعالى ذكره : الله الذي له الألوهة من كل خلقه الذي لا تصلح العبادة إلا له ، خالق كل شيء ، لا ما لا يقدر على خلق شيء ، وهو على كل شيء وكيل يقول : وهو على كل شيء قيم بالحفظ والكلاءة .