Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 154-154)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعنـي جلّ ثناؤه بقوله : { وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ } يعنـي : الـجبل ، وذلك لـما أمتنعوا من العمل بـما فِـي التوراة ، وقبول ما جاءهم به موسى فـيها . { بِـمِيثاقِهِمْ } يعنـي : بـما أعطوا الله الـميثاق والعهد : لنعملنّ بـما فـي التوراة . { وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُـلُوا البـابَ سُجَّداً } يعنـي : بـاب حطة ، حين أُمروا أن يدخـلوا منه سجوداً ، فدخـلوا يزحفون علـى أستاههم . { وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِـي السَّبْتِ } يعنـي بقوله : { لا تَعْدُوا فِـي السَّبْتِ } : لا تتـجاوزوا فـي يوم السبت ما أبـيح لكم إلـى ما لـم يبح لكم . كما : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُـلوا البـابَ سُجَّداً } قال : كنا نـحدّث أنه بـاب من أبواب بـيت الـمقدس . { وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِـي السَّبْتِ } أمر القوم أن لا يأكلوا الـحيتان يوم السبت ولا يعرضوا لها ، وأحلّ لهم ما وراء ذلك . واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء أمصار الإسلام : { لا تَعْدُوا فِـي السَّبْتِ } بتـخفـيف العين من قول القائل : عدوت فـي الأمر : إذا تـجاوزت الـحقّ فـيه ، أعدو عَدْواً وعُدْواناً وعَدَاءً . وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل الـمدينة : « وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُّوا » بتسكين العين وتشديد الدال والـجمع بـين ساكنـين ، بـمعنى : « تعتدوا » ثم تدغم التاء فـي الدال فتصير دالاً مشددة مضمومة ، كما قرأ من قرأ : أمْ مَّنْ لا يَهْدِّي بتسكين الهاء . وقوله وأخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِـيظاً يعنـي : عهداً مؤكداً شديداً ، بأنهم يعملون بـما أمرهم الله به وينتهون عما نهاهم الله عنه مـما ذكره فـي هذه الآية ومـما فـي التوراة . وقد بـينا فـيـما مضى السبب الذي من أجله كانوا أمروا بدخول البـاب سجداً ، وما كان من أمرهم فـي ذلك ، وخبرهم وقصتهم ، وقصة السبت ، وما كان اعتداؤهم فـيه ، بـما أغنى عن إعادته لفـي هذا الـموضع .