Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 172-172)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي جلّ ثناؤه بقوله : { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الـمَسِيحُ } : لن يأنف ولن يستكبر الـمسيح { أنْ يَكُونَ عَبْداً لله } يعنـي : من أن يكون عبداً لله . كما : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الـمَسِيحُ أنْ يكُون عبداً لِلَّهِ وَلا الـمَلائِكَةُ الـمُقَّربُونَ } : لن يحتشم الـمسيح أن يكون عبداً لله ولا الـملائكة . وأما قوله : { وَلا الـمَلائِكَةُ الـمُقَرَّبُونَ } فإنه يعنـي : ولن يستنكف أيضاً من الإقرار لله بـالعبودية ، والإذعان له بذلك رُسُله الـمقرّبون الذين قرّبهم الله ورفع منازلهم علـى غيرهم من خـلقه . ورُوي عن الضحاك أنه كان يقول فـي ذلك ما : حدثنـي به جعفر بن مـحمد البزوري ، قال : ثنا يعلـى بن عبـيد ، عن الأجلـح ، قال : قلت للضحاك : ما الـمقرّبون ؟ قال : أقربهم إلـى السماء الثانـية . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { وَمَنْ يَسْتَنْكفْ عَنْ عِبـادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَـيهِ جَمِيعاً } . يعنـي جلّ ثناؤه بذلك : ومن يتعظم عن عبـادة ربه ، ويأنف من التذلل والـخضوع له بـالطاعة من الـخـلق كلهم ، ويستكبر عن ذلك ، { فَسَيْحُشُرُهُمْ إلـيه جَمِيعاً } يقول : فسيبعثهم يوم القـيامة جميعاً ، فـيجمعهم لـموعدهم عنده .