Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 173-173)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي جلّ ثناؤه بذلك : فأما الـمؤمنون الـمقرّون بوحدانـية الله ، الـخاضعون له بـالطاعة ، الـمتذللون له بـالعبودية ، والعاملون الصالـحات من الأعمال ، وذلك أن يردوا علـى ربهم ، قد آمنوا به وبرسله ، وعملوا بـما أتاهم به رسله من عند ربهم ، من فعل ما أمرهم به ، واجتناب ما أمرهم بـاجتنابه { فَـيُوَفِّـيهِمْ أُجُورَهُم } يقول : فـيؤتـيهم جزاء أعمالهم الصالـحة وافـياً تاماً . { وَيَزِيُدهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } يعنـي جلّ ثناؤه : ويزيدهم علـى ما وعدهم من الـجزاء علـى أعمالهم الصالـحة والثواب علـيها من الفضل والزيادة ما لـم يعرّفهم مبلغه ولـم يحدّ لهم منتهاه . وذلك أن الله وعد من جاء من عبـاده الـمؤمنـين بـالـحسنة الواحدة عشر أمثالها من الثواب والـجزاء ، فذلك هو أجر كل عامل علـى عمله الصالـح من أهل الإيـمان الـمـحدود مبلغه ، والزيادة علـى ذلك تفضل من الله علـيهم ، وإن كان كل ذلك من فضله علـى عبـاده غير أن الذي وعد عبـاده الـمؤمنـين أن يوفـيهم فلا ينقصهم من الثواب علـى أعمالهم الصالـحة ، هو ما حدّ مبلغه من العشر ، والزيادة علـى ذلك غير مـحدود مبلغها ، فـيزيد من شاء من خـلقه علـى ذلك قدر ما يشاء ، لا حدّ لقدره يوقـف علـيه . وقد قال بعضهم : الزيادة إلـى سبعمائة ضعف . وقال آخرون : إلـى ألفـين . وقد ذكرت اختلاف الـمختلفـين فـي ذلك فـيـما مضى قبل بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . وقوله : { وأمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا } فإنه يعنـي : وأما الذين تعظموا عن الإقرار لله بـالعبودة والإذعان له بـالطاعة ، واستكبروا عن التذلل لألوهيته وعبـادته وتسلـيـم الربوبـية والوحدانـية له . { فَـيُعَذّبُهُمْ عَذَابـاً ألِـيـماً } يعنـي : عذابـاً موجعاً . { وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِـيـًّا وَلا نَصِيراً } يقول : ولا يجد الـمستنكفون من عبـادته والـمستكبرون عنها إذا عذبهم الله الألـيـم من عذابه سوى الله لأنفسهم ولـياً ينـجيهم من عذابه وينقذهم منه . ولا نصيراً : ولا ناصراً ينصرهم ، فـيستنقذهم من ربهم ، ويدفع عنهم بقوّته ما أحلّ بهم من نقمته ، كالذي كانوا يفعلون بهم إذا أرادهم غيرهم من أهل الدنـيا فـي الدنـيا بسوء من نصرتهم والـمدافعة عنهم .