Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 1-1)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال أبو جعفر : يعنـي بقوله تعالـى ذكره : { يَـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } : احذروا أيها الناس ربكم فـي أن تـخالفوه فـيـما أمركم ، وفـيـما نهاكم ، فـيحلّ بكم من عقوبته ما لا قِبَل لكم به . ثم وصف تعالـى ذكره نفسه بأنه الـمتوحد بخـلق جميع الأنام من شخص واحد ، وعرّف عبـاده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك علـى أن جميعهم بنو رجل واحد وأمّ واحدة ، وأن بعضهم من بعض ، وأن حقّ بعضهم علـى بعض واجب وجوب حقّ الأخ علـى أخيه ، لاجتـماعهم فـي النسب إلـى أب واحد وأم واحدة . وأن الذي يـلزمهم من رعاية بعضهم حقّ بعض ، وإن بعد التلاقـي فـي النسب إلـى الأب الـجامع بـينهم ، مثل الذي يـلزمهم من ذلك فـي النسب الأدنى . وعاطفـاً بذلك بعضهم علـى بعض ، لـيتناصفوا ، ولا يتظالـموا ، ولـيبذل القويّ من نفسه للضعيف حقه بـالـمعروف ، علـى ما ألزمه الله له ، فقال : { ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } يعنـي من آدم . كما : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : أما { خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } : فمن آدم صلى الله عليه وسلم . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يَـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } يعنـي : آدم صلى الله عليه وسلم . حدثنا سفـيان بن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن رجل ، عن مـجاهد : { خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } قال : آدم . ونظير قوله : { مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } والـمعنـيّ به رجل ، قول الشاعر : @ أبوكَ خـلـيفَةٌ وَلَدتْهُ أُخْرَى وأنتَ خـلـيفةٌ ذاكَ الكَمالُ @@ فقال : « ولدته أخرى » ، وهو يريد الرجل ، فأنث للفظ الـخـلـيفة . وقال تعالـى ذكره : { مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ } لتأنـيث « النفس » والـمعنى . « من رجل واحد » ولو قـيـل : « من نفس واحد » ، وأخرج اللفظ علـى التذكير للـمعنى كان صوابـاً . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء } . يعنـي بقوله جلّ ثناؤه : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وخـلق من النفس الواحدة زوجها يعنـي بـ « الزوج » الثانـي لها وهو فـيـما قال أهل التأويـل : امرأتها ، حوّاء . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد فـي قوله : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } قال : حوّاء من قُصَيْرَى آدم وهو نائم ، فـاستـيقظ فقال : « أثا » بـالنبطية امرأة . حدثنا الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } يعنـي حوّاء خـلقت من آدم ، من ضلع من أضلاعه . حدثنـي موسى بن هارون ، قال : أخبرنا عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : أسكن آدم الـجنة ، فكان يـمشي فـيها وَحِشاً لـيس له زوج يسكن إلـيها فنام نومة ، فـاستـيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خـلقها الله من ضلعه ، فسألها ما أنتِ ؟ قالت امرأة ، قال : ولـم خـلقتِ ؟ قالت : لتسكن إلـي . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : ألقـي علـى آدم صلى الله عليه وسلم السَّنة فـيـما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلـم ، عن عبد الله بن العبـاس وغيره ، ثم أخذ ضِلعاً من أضلاعه من شقه الأيسر ، ولأم مكانه ، وآدم نائم لـم يهبّ من نومته ، حتـى خـلق الله تبـارك وتعالـى من ضلعه تلك زوجته حوّاء ، فسوّاها امرأة لـيسكن إلـيها ، فلـما كُشفت عنه السِّنة وهبّ من نومته رآها إلـى جنبه ، فقال فـيـما يزعمون والله أعلـم : لـحمي ودمي وزوجتـي ! فسكن إلـيها . حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدّي : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } جعل من آدم حوّاء . وأما قوله : { وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء } فإنه يعنـي ونشر منهما يعنـي من آدم وحواء { رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً } قد رآهم ، كما قال جلّ ثناؤه : { كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } [ القارعة : 4 ] . يقال منه : بثّ الله الـخـلق وأبثهم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً } وبثّ : خَـلَق . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } . اختلفت القراء فـي قراءة ذلك ، فقرأه عامة قراء أهل الـمدينة والبصرة : « تَسَّاءَلُونَ » بـالتشديد ، بـمعنى : تتساءلون ، ثم أدغم إحدى التاءين فـي السين ، فجعلهما سيناً مشددة . وقرأه بعض قراء الكوفة : { تَسَاءلُونَ } بـالتـخفـيف علـى مثال « تَفَـاعَلُونَ » ، وهما قراءتان معروفتان ، ولغتان فصيحتان ، أعنـي التـخفـيف والتشديد فـي قوله : { تَسَاءلُونَ بِهِ } ، وبأيّ ذلك قرأ القارىء أصاب الصواب فـيه ، لأن معنى ذلك بأيّ وجهيه قرىء غير مختلف . وأما تأويـله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أيها الناس ، الذي إذا سأل بعضكم بعضاً سأل به ، فقال السائل للـمسؤول : أسألك بـالله ، وأنشدك بـالله ، وأعزم علـيك بـالله ، وما أشبه ذلك . يقول تعالـى ذكره : فكما تعظّمون أيها الناس ربكم بألسنتكم ، حتـى تروا أن من أعطاكم عهده فأخفركموه ، فقد أتـى عظيـماً ، فكذلك فعظموه بطاعتكم إياه فـيـما أمركم ، واجتنابكم ما نهاكم عنه ، واحذروا عقابه من مخالفتكم إياه فـيـما أمركم به أو نهاكم عنه . كما : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا أبو زهير ، عن جويبر ، عن الضحاك فـي قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ } قال : يقول : اتقوا الله الذي تعاقدون وتعاهدون به . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ } يقول : اتقوا الله الذي به تعاقدون وتعاهدون . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع بن أنس ، مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : أخبرنا حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عبـاس : { تَسَاءلُونَ بِهِ } قال : تعاطفون به . وأما قوله : { وَٱلأَرْحَامَ } فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي تأويـله ، فقال بعضهم : معناه : واتقوا الله الذي إذا سألتـم بـينكم ، قال السائل للـمسؤول : أسألك به وبـالرحم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن منصور ، عن إبراهيـم : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } يقول : اتقوا الله الذي تعاطفون به والأرحام . يقول : الرجل يسأل بـالله وبـالرحم . حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا هشيـم ، عن مغيرة ، عن إبراهيـم ، قال : هو كقول الرجل : أسألك بـالله ، أسألك بـالرحم . يعنـي قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } . حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن منصور ، عن إبراهيـم : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ ٱلأَرْحَامِ } قال : يقول : أسألك بـالله وبـالرحم . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا هشيـم ، عن مغيرة ، عن إبراهيـم ، هو كقول الرجل : أسألك بـالرحم . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } قال : يقول : أسألك بـالله وبـالرحم . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا الـحمانـي ، قال : ثنا شريك ، عن منصور أو مغيرة ، عن إبراهيـم فـي قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } قال : هو قول الرجل : أسألك بـالله والرحم . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك ، عن معمر ، عن الـحسن ، قال : هو قول الرجل : أنشدك بـالله والرحم . قال مـحمد : وعلـى هذا التأويـل قول بعض من قرأ قوله : « والأرْحامِ » بـالـخفض عطفـاً بـالأرحام علـى الهاء التـي فـي قوله « به » ، كأنه أراد : واتقوا الله الذي تساءلون به وبـالأرحام ، فعطف بظاهر علـى مكنـيّ مخفوض . وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب لأنها لا تنسق بظاهر علـى مكنـي فـي الـخفض إلا فـي ضرورة شعر ، وذلك لضيق الشعر وأما الكلام فلا شيء يضطرّ الـمتكلـم إلـى اختـيار الـمكروه من الـمنطق والرديء فـي الإعراب منه . ومـما جاء فـي الشعر من ردّ ظاهر علـى مكنـيّ فـي حال الـخفض قول الشاعر : @ نُعَلِّقُ فِـي مِثْلِ السَّوَارِي سُيُوفَنا وَما بـينها وَالكَعْبِ غُوطٌ نَفـانِفُ @@ فعطف « الكعب » وهو ظاهر علـى الهاء والألف فـي قوله « بـينها » وهي مكنـية . وقال آخرون : تأويـل ذلك : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ } واتقوا الأرحام أن تقطعوها . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ فـي قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } يقول : اتقوا الله ، واتقوا الأرحام لا تقطعوها . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد عن قتادة : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ذكر لنا أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اتَّقُوا اللَّهَ وَصِلُوا الأرْحامَ ، فإنَّهُ أبْقَـى لَكُمْ فِـي الدُّنـيْا ، وَخَيْرٌ لَكُمْ فِـي الآخِرَةِ " حدثنـي علـيّ بن داود ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية بن صالـح ، عن علـيّ بن أبـي طلـحة ، عن ابن عبـاس فـي قول الله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } يقول : اتقوا الله الذي تساءلون به ، واتقوا الله فـي الأرحام فصلوها . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا هشيـم ، عن منصور ، عن الـحسن فـي قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } قال : اتقوا الله الذي تساءلون به ، واتقوه فـي الأرحام . حدثنا سفـيان ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن خصيف ، عن عكرمة فـي قول الله : { ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } قال : اتقوا الأرحام أن تقطعوها . حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الـحسن فـي قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } قال : هو قول الرجل : أنشدك بـالله والرحم . حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال : " اتَّقُوا اللَّهَ وَصِلُوا الأرْحامَ " حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } قال : اتقوا الأرحام أن تقطعوها . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنـي أبو زهير ، عن جويبر ، عن الضحاك فـي قوله : { ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } قال : يقول : اتقوا الله فـي الأرحام فصِلوها . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } قال : يقول : واتقوا الله فـي الأرحام فصِلوها . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أبـي حماد ، وأخبرنا أبو جعفر الـخزاز ، عن جويبر ، عن الضحاك ، أن ابن عبـاس كان يقرأ : { وَٱلأَرْحَامَ } يقول : اتقوا الله لا تقطعوها . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عبـاس : اتقوا الأرحام . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، قال : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } أن تقطعوها . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ } واتقوا الأرحام أن تقطعوها . وقرأ : { وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } [ الرعد : 21 ] . قال أبو جعفر : وعلـى هذا التأويـل قرأ ذلك من قرأه نصبـاً ، بـمعنى : واتقوا الله الذي تساءلون به ، واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، عطفـاً بـالأرحام فـي إعرابها بـالنصب علـى اسم الله تعالـى ذكره . قال : والقراءة التـي لا نستـجيز للقارىء أن يقرأ غيرها فـي ذلك النصب : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } بـمعنى : واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، لـما قد بـينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء علـى مكنـيّ فـي حال الـخفض ، إلا فـي ضرورة شعر ، علـى ما قد وصفت قبل . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } . قال أبو جعفر : يعنـي بذلك تعالـى ذكره : إن الله لـم يزل علـيكم رقـيبـاً . ويعنـي بقوله : { عَلَيْكُمْ } : علـى الناس الذين قال لهم جلّ ثناؤه : يا أيها الناس اتقوا ربكم والـمخاطب والغائب إذا اجتـمعا فـي الـخبر ، فإن العرب تـخرج الكلام علـى الـخطاب ، فتقول إذا خاطبت رجلاً واحداً أو جماعة فعلتْ هي وآخرون غيّب معهم فعلاً : فعلتـم كذا ، وصنعتـم . كذا ويعنـي بقوله : { رَقِيباً } : حفـيظاً ، مـحصياً علـيكم أعمالكم ، متفقداً رعايتكم حرمة أرحامكم وصلتكم إياها ، وقطعكموها وتضيـيعكم حرمتها . كما : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } : حفـيظاً . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : سمعت ابن زيد فـي قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } علـى أعمالكم ، يعلـمها ويعرفها . ومنه قول أبـي دؤاد الإيادي :