Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 72-72)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا نعت من الله تعالى ذكره للمنافقين ، نعتهم لنبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه ووصفهم بصفتهم ، فقال : { وَإِن مِّنكُمْ } أيها المؤمنون ، يعني : من عدادكم وقومكم ومن يتشبه بكم ويظهر أنه من أهل دعوتكم وملتكم ، وهو منافق يبطىء من أطاعه منكم عن جهاد عدوّكم وقتالهم إذا أنتم نفرتم إليهم . { فَإِنْ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } يقول : فإن أصابتكم هزيمة ، أو نالكم قتل أو جراح من عدوّكم ، قال : قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيداً ، فيصيبني جراح أو ألم أو قتل ، وسرّه تخلفه عنكم شماتة بكم ، لأنه من أهل الشكّ في وعد الله الذي وعد المؤمنين على ما نالهم في سبيله من الأجر والثواب وفي وعيده ، فهو غير راج ثواباً ولا خائف عقاباً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطّئَنَّ فَإِنْ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } … إلى قوله : { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } [ النساء : 74 ] ما بين ذلك في المنافقين . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطّئَنَّ } عن الجهاد والغزو في سبيل الله . { فَإِنْ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَىَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } قال : هذا قول مكذِّبٍ . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا حجاج ، قال : قال ابن جريج : المنافق يبطىء المسلمين عن الجهاد في سبيل الله ، قال الله : { فَإِنْ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } قال : بقتل العدوّ من المسلمين ، { قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَىَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } قال : هذا قول الشامت . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { فَإِنْ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } قال : هزيمة . ودخلت اللام في قوله { لَمَنْ } وفتحت لأنها اللام التي تدخل توكيداً للخبر مع « إن » ، كقول القائل : إن في الدار لمن يكرمك ، وأما اللام الثانية التي في : { لَّيُبَطِّئَنَّ } فدخلت لجواب القسم ، كأن معنى الكلام : وإن منكم أيها القوم لمن والله ليبطئن . ]