Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 87-87)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني جلّ ثناؤه بقوله : { ٱللَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ } المعبود الذي لا تنبغي العبودة إلا له هو ، الذي له عبادة كل شيء وطاعة كل طائع . وقوله : { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } يقول : ليبعثنكم من بعد مماتكم ، وليحشرنكم جميعاً إلى موقف الحساب الذي يجازي الناس فيه بأعمالهم ، ويقضي فيه بين أهل طاعته ومعصيته وأهل الإيمان به والكفر . { لاَ رَيْبَ فِيهِ } يقول : لا شكّ في حقيقة ما أقول لكم من ذلك وأخبركم من خبري : أنّي جامعكم إلى يوم القيامة بعد مماتكم . { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً } يعني بذلك : واعلموا حقيقة ما أخبركم من الخبر ، فإني جامعكم إلى يوم القيامة للجزاء والعرض والحساب والثواب والعقاب يقيناً ، فلا تشكوا في صحته ، ولا تمتروا في حقيته ، فإن قولي الصدق الذي لا كذب فيه ، ووعدى الصدق الذي لا خلف له . { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثاً } يقول : وأيّ ناطق أصدق من الله حديثا ؟ وذلك أن الكاذب إنما يكذب ليجتلب بكذبه إلى نفسه نفعاً أو يدفع به عنها ضرّاً ، والله تعالى ذكره خالق الضرّ والنفع ، فغير جائز أن يكون منه كذب ، لأنه لا يدعوه إلى اجتلاب نفع إلى نفسه ، أو دفع ضرّ عنها سواه تعالى ذكره ، فيجوز أن يكون له في استحالة الكذب منه نظيراً ، ومن أصدق من الله حديثاً وخبراً .