Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء المشركون المعرضون عن آيات الله من مشركي قريش إذ دعاهم محمد نبيّ الله إلى الإقرار بتوحيد الله وتصديق ما في هذا القرآن من أمر الله ونهيه ، وسائر ما أنزل فيه { قُلُوبُنا في أكِنَّةٍ } يقول : في أغطية { مِمَّا تَدْعُونا } يا محمد { إلَيهِ } من توحيد الله ، وتصديقك فيما جئتنا به ، لا نفقه ما تقول { وفي آذانِنا وَقْرٌ } وهو الثقل ، لا نسمع ما تدعونا إليه استثقالاً لما يدعو إليه وكراهة له . وقد مضى البيان قبل عن معاني هذه الأحرف بشواهده ، وذكر ما قال أهل التأويل فيه ، فكرهنا إعادة ذلك في هذا الموضع . وقد : حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { قُلُوبُنا في أكِنَّةٍ } قال : عليها أغطية كالجَعْبَة للنَّبْل . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، قوله : { وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أكِنَّةٍ } قال : عليها أغطية { وفِي آذَانِنا وَقْرٌ } قال : صمم . وقوله : { وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ } يقولون : ومن بيننا وبينك يا محمد ساتر لا نجتمع من أجله نحن وأنت ، فيرى بعضنا بعضاً ، وذلك الحجاب هو اختلافهم في الدين ، لأن دينهم كان عبادة الأوثان ، ودين محمد صلى الله عليه وسلم عبادة الله وحده لا شريك له ، فذلك هو الحجاب الذي زعموا أنه بينهم وبين نبيّ الله ، وذلك هو خلاف بعضهم بعضا في الدين . وقوله : { فاعْمَلْ إنَّنا عامِلُونَ } يقول : قالوا : له صلى الله عليه وسلم : فاعمل يا محمد بدينك وما تقول إنه الحقّ ، إننا عاملون بديننا ، وما تقول إنه الحقّ ، ودع دعاءنا إلى ما تدعونا إليه من دينك ، فإنا ندع دعاءك إلى ديننا . وأدخلت « من » في قوله { وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ } والمعنى : وبيننا وبينك حجاب ، توكيداً للكلام .