Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 8-9)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : إن الذين صدّقوا الله ورسوله ، وعملوا بما أمرهم الله به ورسوله ، وانتهوا عما نهياهم عنه ، وذلك هو الصالحات من الأعمال { لَهُمْ أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } يقول : لمن فعل ذلك أجر غير منقوص عما وعدهم أن يأجرهم عليه . وقد اختلف في تأويل ذلك أهل التأويل ، وقد بيَّناه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وقد : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { لَهُمْ أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قال بعضهم : غير منقوص . وقال بعضهم : غير ممنون عليهم . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } يقول : غير منقوص . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثناء ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، قوله : { لَهُمْ أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قال : محسوب . وقوله : { أئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } وذلك يوم الأحد ويوم الاثنين وبذلك جاءت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالته العلماء ، وقد ذكرنا كثيراً من ذلك فيما مضى قبل ، ونذكر بعض ما لم نذكره قبل إن شاء الله . ذكر بعض ما لم نذكره فيما مضى من الأخبار بذلك : حدثنا هناد بن السريّ ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي سعيد البقال ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : هناد : قرأت سائر الحديث على أبي بكر أن اليهود أتت النبيّ صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السموات والأرض ، قال : " خَلَقَ اللَّهُ الأرْضَ يَوْمَ الأحَدِ وَالاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الجِبالَ يَوْمَ الثُّلاثاءِ ومَا فِيهِنَّ مِنْ منَافِعَ ، وَخَلَقَ يَوْمَ الأرْبَعاءِ الشَّجَرَ والمَاءَ والمَدَائِنَ والعُمْرَانَ والخَرَابَ ، فَهَذِهِ أرْبَعَةٌ » ، ثُمَّ قال : { أئِنَّكُمْ لَتَكْفُرونَ بالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ، وَتَجْعَلُونَ لَهُ أنْدَاداً ، ذلكَ رَبُّ العَالَمِينَ ، وَجَعَلَ فِيها رَوَاسي مِنْ فَوْقِها وبَارَكَ فِيها ، وَقَدَّرَ فِيها أقْوَاتَها في أرْبَعَةِ أيَّامٍ سَوَاءً للسَّائلِيِنَ } لِمَنْ سأَلَ . قالَ : وَخَلَقَ يَوْمَ الخَمِيسِ السَّماءَ ، وخَلَقَ يَوْمَ الجُمُعَةِ النُّجُومَ والشَّمْسَ والقَمَرَ وَالمَلائِكَةِ إلى ثَلاثَ ساعاتٍ بَقِيَتْ مِنْهُ فَخَلَقَ في أوَّلِ ساعَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثَةِ الآجالَ حِينَ يَمُوتُ مَنْ ماتَ ، وفي الثَّانِيَةِ ألْقَى الآفَةَ على كُلِّ شَيْءً مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ ، وفي الثَّالِثَةِ آدَمَ وأسْكَنَهُ الجَنَّةَ ، وأمَرَ إبْلِيسَ بالسُّجُودِ لَهُ ، وأخْرَجَهُ مِنْها في آخِرِ ساعَةٍ " قالت اليهود : ثم ماذا يا محمد ؟ قال : " ثُمّ اسْتَوَى على العَرْشِ " قالوا : قد أصبت لو أتممت ، قالوا ثم استراح فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً ، فنزل : { وَلَقَدْ خَلَقْنا السَّمَوَاتِ والأرْضَ وَمَا بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لَغُوبٍ فاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ } حدثنا تميم بن المنتصر ، قال : أخبرنا إسحاق ، عن شريك ، عن غالب بن غلاب ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس ، قال : إن الله خلق يوماً واحداً فسماه الأحد ، ثم خلق ثانياً فسماه الاثنين ، ثم خلق ثالثاً فسماه الثلاثاء ، ثم خلق رابعاً فسماه الأربعاء ، ثم خلق خامساً فسماه الخميس قال : فخلق الأرض في يومين : الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء ، فذلك قول الناس : هو يوم ثقيل ، وخلق مواضع الأنهار والأشجار يوم الأربعاء ، وخلق الطير والوحوش والهوامّ والسباع يوم الخميس ، وخلق الإنسان يوم الجمعة ، ففرغ من خلق كلّ شيء يوم الجمعة . حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } في الأحد والاثنين . وقد قيل غير ذلك وذلك ما : حدثني القاسم بن بشر بن معروف والحسين بن عليّ قالا : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، قال أخبرني إسماعيل بن أمية ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع مولى أمّ سلمة ، عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : " خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ فِيها الجِبالَ يَوْمَ الأحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ المَكْرُوهُ يَوْمَ الثُّلاثاءِ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأرْبِعاءِ ، وَبَثَّ فِيها الدَّوَابّ يَوْمَ الخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ العَصْرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ آخِرِ خَلْق في آخرِ ساعَةٍ مِنْ ساعاتِ الجُمُعَةِ فِيما بَينَ العَصْرِ إلى اللَّيْلِ " . وقوله : { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أنْدَاداً } يقول : وتجعلون لمن خلق ذلك كذلك أنداداً ، وهم الأكفاء من الرجال تطيعونهم في معاصي الله ، وقد بيَّنا معنى الندّ بشواهده فيما مضى قبل . وقوله : { ذَلكَ رَبّ العَالمِينَ } يقول : الذي فعل هذا الفعل ، وخلق الأرض في يومين ، مالك جميع الجن والإنس ، وسائر أجناس الخلق ، وكلّ ما دونه مملوك له ، فكيف يجوز أن يكون له ند ؟ هل يكون المملوك العاجز الذي لا يقدر على شيء ندّا لمالكه القادر عليه ؟