Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 24-24)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : أم يقول هؤلاء المشركون بالله : { افْتَرَى } محمد { على اللّهِ كَذِباً } فجاء بهذا الذي يتلوه علينا اختلاقاً من قِبَل نفسه . وقوله : { فَإنْ يَشأِ اللّهُ } يا محمد يطبع على قلبك ، فتنس هذا القرآن الذي أُنزل إليك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { أمْ يَقُولُونَ افْتَرَى على الله كَذِباً ، فإنْ يَشأ اللّهُ يَختْم على قَلْبكَ } فينسيك القرآن . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { فإنْ يَشأ اللّهُ يَخْتمْ على قَلْبكَ } قال : إن يشأ الله أنساك ما قد أتاك . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، في قول الله عزّ وجلّ : { فإنْ يَشأ اللّهُ يَخْتمْ على قَلْبكَ } قال : يطبع . وقوله : { ويَمْحُ اللّهُ الباطِلَ } يقول : ويذهب الله بالباطل فيمحقه { ويُحِقُّ الحَقَّ بكَلِماتِهِ } التي أنزلها إليك يا محمد فيثبته . وقوله : { وَيمْحُ اللّهُ الباطِلَ } في موضع رفع بالابتداء ، ولكنه حُذفت منه الواو في المصحف ، كما حُذفت من قوله : { سَنَدْعُ الزَّبانيَةَ } ومن قوله : { وَيَدْعُ الإنْسانُ بالشَّرِّ } وليس بجزم على العطف على يختم . وقوله : { إنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ } يقول تعالى ذكره : إن الله ذو علم بما في صدور خلقه ، وما تنطوي عليه ضمائرهم ، لا يخفى عليه من أمورهم شيء ، يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم : لو حدّثت نفسك أن تفتري على الله كذباً ، لطبعت على قلبك ، وأذهبت الذي آتيتك من وحيي ، لأني أمحو الباطل فأذهبه ، وأحقّ الحقّ ، وإنما هذا إخبار من الله الكافرين به ، الزاعمين أن محمداً افترى هذا القرآن من قِبل نفسه ، فأخبرهم أنه إن فعل لفعل به ما أخبر به في هذه الآية .