Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 22-22)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : ما آتينا هؤلاء القائلين : لو شاء الرحمن ما عبدنا هؤلاء الأوثان بالأمر بعبادتها ، كتاباً من عندنا ، ولكنهم قالوا : وجدنا آباءنا الذين كانوا قبلنا يعبدونها ، فنحن نعبدها كما كانوا يعبدونها وعنى جلّ ثناؤه بقوله : { بَلْ وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ } بل وجدنا آباءنا على دين وملة ، وذلك هو عبادتهم الأوثان . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : { على أُمَّةٍ } : مِلَّة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { إنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ } يقول : وجدنا آباءنا على دين . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ } قال : قد قال ذلك مشركو قريش : إنا وجدنا آباءنا على دين . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط عن السديّ { قالُوا إنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ } قال : على دين . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { على أُمَّةٍ } فقرأته عامة قرّاء الأمصار على أُمَّةٍ بضم الألف بالمعنى الذي وصفت من الدين والملة والسنة . وذُكر عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز أنهما قرآه « على إمَّةٍ » بكسر الألف . وقد اختُلف في معناها إذا كُسرت ألفها ، فكان بعضهم يوجه تأويلها إذا كُسرت على أنها الطريقة وأنها مصدر من قول القائل : أممت القوم فأنا أؤمهم إمَّة . وذُكر عن العرب سماعاً : ما أحسن عمته وإمته وجلسته إذا كان مصدراً . ووجهه بعضهم إذا كُسرت ألفها إلى أنها الإمة التي بمعنى النعيم والمُلك ، كما قال عديّ ابن زيد : @ ثُمَّ بَعْدَ الفَلاحِ وَالمُلْكِ والإمْـ ـةِ وَارَتّهُمْ هُناكَ القُبورُ @@ وقال : أراد إمامة الملك ونعيمه . وقال بعضهم : الأُمَّة بالضم ، والإمَّة بالكسر بمعنى واحد . والصواب من القراءة في ذلك الذي لا أستجيز غيره : الضمّ في الألف لإجماع الحجة من قرّاء الأمصار عليه . وأما الذين كسروها فإني لا أراهم قصدوا بكسرها إلاَّ معنى الطريقة والمنهاج ، على ما ذكرناه قبلُ ، لا النعمة والملك ، لأنه لا وجه لأن يقال : إنا وجدنا آباءنا على نعمة ونحن لهم متبعون في ذلك ، لأن الاتباع إنما يكون في الملل والأديان وما أشبه ذلك لا في الملك والنعمة ، لأن الاتباع في الملك ليس بالأمر الذي يصل إليه كلّ من أراده . وقوله : { وَإنَّا على آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ } يقول : وإنا على آثار آبائنا فيما كانوا عليه من دينهم مهتدون ، يعني : لهم متبعون على منهاجهم . كما : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وَإنَّا على آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ } يقول : وإنا على دينهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنَّا على آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ } يقول : وإنا متبعوهم على ذلك .