Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 20-21)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء المشركون من قريش : لو شاء الرحمن ما عبدنا أوثاننا التي نعبدها من دونه ، وإنما لم يحلّ بنا عقوبة على عبادتنا إياها لرضاه منا بعبادتناها . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { لَوْ شاءَ الرَّحْمَنُ ما عَبَدْناهُمْ } للأوثان يقول الله عزّ وجلّ { ما لَهُمْ بِذَلكَ مِنْ عِلْم } يقول : ما لهم بحقيقة ما يقولون من ذلك من علم ، وإنما يقولونه تخرّصاً وتكذّباً ، لأنهم لا خبر عندهم مني بذلك ولا بُرْهان . وإنما يقولونه ظناً وحسباناً { إنْ هُمْ إلاَّ يَخْرُصُونَ } يقول : ما هم إلاَّ متخرّصون هذا القول الذي قالوه ، وذلك قولهم { لوْ شاءَ الرَّحْمَنُ ما عَبَدْناهُمْ } . وكان مجاهد يقول في تأويل ذلك ، ما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنا الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { إنْ هُمْ إلاَّ يَخْرُصُونَ } ما يعلمون قُدرة الله على ذلك . وقوله : { أمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ } يقول تعالى ذكره ما آتينا هؤلاء المتخرّصين القائلين لو شاء الرحمن ما عبدنا الآلهة كتاباً بحقيقة ما يقولون من ذلك ، من قبل هذا القرآن الذي أنزلناه إليك يا محمد { فهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } يقول : فهم بذلك الكتاب الذي جاءهم من عندي من قبل هذا القرآن ، مستمسكون يعملون به ، ويدينون بما فيه ، ويحتجون به عليك .