Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 38-39)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { وما خَلَقْنَا السَّموَاتِ } السبع والأرضين وما بينهما من الخلق لَعِباً . وقوله : { ما خَلَقْناهُما إلاَّ بالحَقّ } يقول : ما خلقنا السموات والأرض إلاَّ بالحقّ الذي لا يصلح التدبير إلاَّ به . وإنما يعني بذلك تعالى ذكره التنبيه على صحة البعث والمجازاة ، يقول تعالى ذكره : لم نخلق الخلق عبثاً بأن نحدثهم فنحييهم ما أردنا ، ثم نفنيهم من غير الامتحان بالطاعة والأمر والنهي ، وغير مجازاة المطيع على طاعته ، والعاصي على المعصية ، ولكن خلقنا ذلك لنبتلي من أردنا امتحانه من خلقنا بما شئنا من امتحانه من الأمر والنهي { لِنَجْزِيَ الَّذِينَ أساؤا بِما عَمِلُوا وَلنجْزِيَ الَّذِينَ أحْسَنُوا بالحُسْنَى } { وَلَكِنَّ أكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } يقول تعالى ذكره : ولكن أكثر هؤلاء المشركين بالله لا يعلمون أن الله خلق ذلك لهم ، فهم لا يخافون على ما يأتون من سخط الله عقوبة ، ولا يرجون على خير إن فعلوه ثواباً لتكذيبهم بالمعاد .