Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 37-37)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أهؤلاء المشركون يا محمد من قومك خير ، أم قوم تُبَّع ، يعني تُبَّعاً الحِمْيريّ . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله عزّ وجلّ : { أهُمْ خَيرٌ ، أمْ قَوْمُ تَبَّعٍ } قال : الحميريّ . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أهُمْ خَيْرٌ أمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } ذُكر لنا أن تبعاً كان رجلاً من حمير ، سار بالجيوش حتى حَيْر الحيرة ، ثم أتى سمرقند فهدمها . وذُكر لنا أنه كان إذا كَتَبَ كَتَب باسم الذي تسمَّى وملك برّاً وبحراً وصحاً وريحاً . وذُكر لنا أن كعباً كان يقول : نُعِتَ نَعْتَ الرَّجُلِ الصَّالح ذمّ الله قومَه ولم يذمه . وكانت عائشة تقول : لا تسبوا تُبَّعاً ، فإنه كان رجلاً صالحاً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قالت عائشة : كان تبَّع رجلاً صالحا . وقال كعب : ذمّ قومه ولم يذمه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن تميم بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن جبير ، أن تُبَّعاً كسا البيت ، ونهى سعيد عن سبه . وقوله : { وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهمْ } يقول تعالى ذكره : أهؤلاء المشركون من قريش خير أم قوم تبَّعِ والذين من قبلهم من الأمم الكافرة بربها ، يقول : فليس هؤلاء بخير من أولئك ، فنصفح عنهم ، ولا نهلكهم ، وهم بالله كافرون ، كما كان الذين أهلكناهم من الأمم من قبلهم كفاراً . وقوله : { إنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ } يقول : إن قوم تبَّع والذين من قبلهم من الأمم الذين أهلكناهم إنما أهلكناهم لإجرامهم ، وكفرهم بربهم . وقيل : إنهم كانوا مجرمين ، فكُسرت ألف « إن » على وجه الابتداء ، وفيها معنى الشرط استغناء بدلالة الكلام على معناها .