Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 51-53)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : إن الذين اتقوا الله بأداء طاعته ، واجتناب معاصيه في موضع إقامة ، آمنين في ذلك الموضع مما كان يخاف منه في مقامات الدنيا من الأوصاب والعلل والأنصاب والأحزان . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { فِي مَقامٍ أمِينٍ } فقرأته عامة قرّاء المدينة « في مُقامٍ أمِينٍ » بضم الميم ، بمعنى : في إقامة أمين من الظعن . وقرأته عامة قرّاء المصرين . الكوفة والبصرة { فِي مَقامٍ } بفتح الميم على المعنى الذي وصفنا ، وتوجيهاً إلى أنهم في مكان وموضع أمين . والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار صحيحتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أمِينٍ } إيّ والله ، أمين من الشيطان والأنصاب والأحزان . وقوله : { فِي جَنَّاتِ وَعُيُونٍ } الجنات والعيون ترجمة عن المقام الأمين ، والمقام الأمين : هو الجنات والعيون ، والجنات : البساتين ، والعيون : عيون الماء المطرد في أصول أشجار الجنات . وقوله : { يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ } يقول : يلبس هؤلاء المتقون في هذه الجنات من سندس ، وهو ما رقّ من الديباج وإستبرق : وهو ما غلظ من الديباج . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن عكرمة ، في قوله : { مِنْ سُنْدُسٍ وإسْتَبْرَقٍ } قال : الإستبرق : الديباج الغليظ . وقيل : { يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإسْتَبْرَقٍ } ولم يقل لباساً ، استغناء بدلالة الكلام على معناه . وقوله : { مُتَقابِلِينَ } يعني أنهم في الجنة يقابل بعضهم بعضاً بالوجوه ، ولا ينظر بعضهم في قفا بعض . وقد ذكرنا الرواية بذلك فما مضى ، فأغنى ذلك عن إعادته .