Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 28-28)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وترى يا محمد يوم تقوم الساعة أهل كل ملة ودين جاثية : يقول : مجتمعة مستوفزة على ركبها من هول ذلك اليوم . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : { وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً } قال على الركب مستوفِزِين . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً } قال : هذا يوم القيامة جاثية على ركبهم . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : { وَتَرَى كُلَّ أمَّةٍ جاثِيَةً } يقول : على الركب عند الحساب . وقوله : { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إلى كِتابِها } يقول : كل أهل ملة ودين تُدعى إلى كتابها الذي أملت على حفظتها . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { كُلُ أُمَّةٍ تُدْعَى إلى كِتابِها } يعلمون أنه ستدعى أُمة قبل أُمة ، وقوم قبل قوم ، ورجل قبل رجل . ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " يُمَثَّلُ لِكُلّ أُمَّةٍ يَوْمَ القِيامَةِ ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ حَجَرٍ ، أوْ وَثَنٍ أوْ خَشَبَةٍ ، أوْ دَابَّةٍ ، ثُمَّ يُقالُ : مَنْ كانَ يَعْبُدُ شَيْئاً فَلْيَتْبَعْهُ ، فَتَكُونُ ، أوْ تُجْعَلُ تِلْكَ الأوْثانُ قادَةً إلى النَّارِ حتى تَقْذِفَهُمْ فِيها ، فَتَبْقَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلى اللّهُ عَليهِ وَسلَّمَ وأهْلُ الكِتاب ، فَيَقُولُ للْيَهُودِ : ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَعْبُدُ اللّهَ وَعُزَيْراً إلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ، فَيُقالُ لَهَا : أمَّا عُزَيْرٌ فَلَيْسَ مِنْكُمْ وَلَسْتُمْ مِنْهُ ، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشَّمالِ ، فَيَنْطَلِقُونَ وَلا يسْتَطِيعُونَ مُكُوثاً ، ثُمَّ يُدْعَى بالنَّصَارَى ، فَيُقالُ لَهُمْ : ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَعْبُدُ اللّهَ وَالمَسِيحَ إلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَيُقالُ : أمَّا عِيسَى فلَيسَ مِنْكُمْ وَلَسْتُمْ مِنْهُ ، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشمّالِ ، فَيَنْطَلِقُونَ وَلا يسْتَطِيعُونَ مُكُوثاً ، وَتَبْقَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلى اللّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فَيُقالُ لَهُمْ : ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَعْبُدُ اللّهَ وَحْدَهُ ، وإنَّمَا فارَقْنا هَؤُلاءِ فِي الدُّنيْا مَخافَةَ يَوْمِنا هَذَا ، فَيُؤْذَنُ للْمُؤْمِنِينَ فِي السُّجُودِ ، فَيَسْجُدُ المُؤْمِنُونَ ، وَبينَ كُلّ مُؤْمِنٍ مُنافِقٌ ، فَيْقْسُو ظَهْرُ المُنافِقِ عَنِ السُّجُودِ ، وَيجْعَلُ اللّهُ سُجُودَ المُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ تَوْبِيخاً وَصَغاراً وَحَسْرَةً وَنَدَامَةً " حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن الزهريّ ، عن عطاء بن يزيدالليثي ، عن أبي هريرة ، قال : « قَالَ الناسُ : يا رسُولَ اللّهِ هَلْ نَرَى ربَّنَا يومَ القيامَةِ ؟ قال : " هَلْ تُضَامُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَها سَحَابٌ " ، قالُوا : لاَ يَا رسُولَ اللّهِ ، قال : " هَلْ تُضَارُّونَ فِي القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ ؟ " قالوا : لا يا رسُول الله ، قَالَ : " فإنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كَذَلكَ . يَجْمَعُ اللّهُ النَّاسَ فَيَقُولُ : مَنْ كانَ يَعْبُدُ شَيْئاً فَلْيَتْبَعْهُ ، فَيَتْبَعُ مَنْ كانَ يَعْبُدُ القَمَرَ القَمَرَ ، وَمَنْ كانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ ، وَيَتْبَع مَنْ كانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيها مُنافِقُوها ، فيَأتِيهِمْ رَبُّهُمْ فِي صورَةٍ ، وَيُضْرَبُ جِسْرٌ على جَهَنَّمَ " قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " فَأكُونُ أوَّلَ مَنْ يُجِيزَ ، وَدَعْوَةُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ ، اللَّهُمَّ سَلِّمْ وَبها كَلالِيبُ كَشَوْكِ السَّعْدانِ هَلْ رَأيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدانِ ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله قال : " فإنَّها مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدانِ غَيرَ أنَّهُ لا يَعْلَمُ أحَدٌ قَدْرَ عِظَمِها إلاَّ اللّهُ ويُخْطَفُ النَّاسُ بأعمالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ المُوبَقُ بعَمَلِهِ ، وَمِنْهُمُ المُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو ، ثُمَّ ذَكَرَ الحدِيثَ بِطُولِه " وقوله : { اليَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } يقول تعالى ذكره : كلّ أُمة تُدعى إلى كتابها ، يقال لها : اليوم تجزون : أي تثابون وتعطون أجور ما كنتم في الدنيا من جزاء الأعمال تعملون بالإحسان الإحسانَ ، وبالإساءة جزاءها .