Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 11-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وقال الذين جحدوا نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم من يهود بني إسرائيل للذين آمنوا به ، لو كان تصديقكم محمداً على ما جاءكم به خيراً ، ما سبقتمونا إلى التصديق به ، وهذا التأويل على مذهب من تأوّل قوله : { وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ } أنه معنيّ به عبد الله بن سلام ، فأما على تأويل من تأوّل أنه عُني به مشركو قريش ، فإنه ينبغي أن يوجه تأويل قوله : { وَقالَ الَّذِين كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إلَيْهِ } أنه عُنِي به مشركو قريش وكذلك كان يتأوّله قتادة ، وفي تأويله إياه كذلك ترك منه تأويله ، قوله : { وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ } أنه معنيّ به عبد الله بن سلام . ذكر الرواية عنه بذلك : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إلَيْهِ } قال : قال ذاك أناس من المشركين : نحن أعزّ ، ونحن ، ونحن ، فلو كان خيراً ما سبقنا إليه فلان وفلان ، فإن الله يختصّ برحمته من يشاء . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إلَيْهِ } قال : قد قال ذلك قائلون من الناس ، كانوا أعزّ منهم في الجاهلية ، قالوا : والله لو كان هذا خيرا ما سبقنا إليه بنو فلان وبنو فلان ، يختصّ الله برحمته من يشاء ، ويكرم الله برحمته من يشاء ، تبارك وتعالى . وقوله : { وَإذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ } يقول تعالى ذكره : وإذ لم يبصروا بمحمد وبما جاء به من عند الله من الهدى ، فيرشدوا به الطريق المستقيم { فَسَيَقُولُونَ هَذَا إفْكٌ قَدِيمٌ } يقول : فسيقولون هذا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أكاذيب من أخبار الأوّلين قديمة ، كما قال جل ثناؤه مخِبراً عنهم ، { وَقالُوا أساطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وأصِيلاً }