Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 26-26)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لكفار قريش : ولقد مكَّنا أيها القوم عاداً الذين أهلكناهم بكفرهم فيما لم نمكنكم فيه من الدنيا ، وأعطيناهم منها الذي لم نعطكم منهم من كثرة الأموال ، وبسطة الأجسام ، وشدّة الأبدان . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثني أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ } يقول : لم نمكنكم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلَقَدْ مَكَنَّاهُمْ فِيما إنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ } : أنبأكم أنه أعطى القوم ما لم يعطكم . وقوله : { وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً } يسمعون به مواعظ ربهم ، وأبصاراً يبصرون بها حجج الله ، وأفئدة يعقلون بها ما يشرّهم وينفعهم { فَمَا أغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أبْصَارُهُمْ وَلا أفْئِدَتُهُمْ منْ شَيْءٍ } يقول : فلم ينفعهم ما أعطاهم من السمع والبصر والفؤاد إذ لم يستعملوها فيما أعطوها له ، ولم يعملوها فيما ينجيهم من عقاب الله ، ولكنهم استعملوها فيما يقرّبهم من سخطه { إذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بآياتِ اللَّهِ } يقول : إذ كانوا يكذّبون بحجج الله وهم رُسله ، وينكرون نبوّتهم { وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤون } يقول : وعاد عليهم ما استهزأوا به ، ونزل بهم ما سخروا به ، فاستعجلوا به من العذاب ، وهذا وعيد من الله جلّ ثناؤه لقريش ، يقول لهم : فاحذروا أن يحلّ بكم من العذاب على كفركم بالله وتكذيبكم رسله ، ما حلّ بعاد ، وبادروا بالتوبة قبل النقمة .