Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 29-30)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : أحسب هؤلاء المنافقون الذين في قلوبهم شكّ في دينهم ، وضعف في يقينهم ، فهم حيارَى في معرفة الحقّ أن لن يُخرج الله ما في قلوبهم من الأضغان على المؤمنين ، فيبديه لهم ويظهره ، حتى يعرفوا نفاقهم ، وحيرتهم في دينهم { وَلَوْ نَشاءُ لأَرَيْناكَهُمْ } يقول تعالى ذكره : ولو نشاء يا محمد لعرّفناك هؤلاء المنافقين حتى تعرفهم من قول القائل : سأريك ما أصنع ، بمعنى سأعلمك . وقوله : { فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ } يقول : فلتعرفنهم بعلامات النفاق الظاهرة منهم في فحوى كلامهم ، وظاهر أفعالهم ، ثم إن الله تعالى ذكره عرّفه إياهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { أمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أضْغانَهُمْ … } إلى آخر الآية ، قال : هم أهل النفاق ، وقد عرّفه إياهم في براءة ، فقال : { وَلا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أبَداً وَلا تَقُمْ على قَبْرِهِ } ، وقال : { قُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعي أبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعي عَدُوًّا } حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { أمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ … } الآية ، هم أهل النفاق { فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْن القَوْلِ } فعرّفه الله إياهم في سورة براءة ، فقال : { وَلا تُصَلّ عَلى أحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أبَداً } ، وقال { قُلْ لَهُمْ لَنْ تَنْفُرُوا مَعيَ أبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعي عَدُوّاً } حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { أمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أضْغانَهُمْ } قال : هؤلاء المنافقون ، قال : والذي أسروا من النفاق هو الكفر . قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلَوْ نَشاءُ لأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسيماهُمْ } قال : هؤلاء المنافقون ، قال : وقد أراه الله إياهم ، وأمر بهم أن يخرجوا من المسجد ، قال : فأبَوا إلا أن تَمَسَّكُوا بلا إله إلا الله فلما أبوا إلا أن تمسكوا بلا إله إلا الله حُقِنت دماؤهم ، ونكحوا ونوكحوا بها . وقوله : { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ } يقول : ولتعرفنّ هؤلاء المنافقين في معنى قولهم ونحوه . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فِي لَحْنِ القَوْلِ } قال قولهم : { واللَّهُ يَعْلَمُ أعمالَكُمْ } لا يخفى عليه العامل منكم بطاعته ، والمخالف ذلك ، وهو مجازي جميعكم عليها .