Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 8-9)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا } بالله ، فجحدوا توحيده { فَتَعْساً لَهُمْ } يقول : فخزياً لهم وشقاء وبلاء . كما : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ } قال : شقاء لهم . وقوله : { وأضَلَّ أعمالَهُمْ } يقول وجعل أعمالهم معمولة على غير هدى ولا استقامة ، لأنها عملت في طاعة الشيطان ، لا في طاعة الرحمن . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأضَلَّ أعمالَهُمْ } قال : الضلالة التي أضلهم الله لم يهدهم كما هَدى الآخرين ، فإن الضلالة التي أخبرك الله : يضلّ من يشاء ، ويهدي من يشاء قال : وهؤلاء ممن جعل عمله ضلالاً ، وردّ قوله : { وأضَلَّ أعمالَهُمْ } على قوله : { فَتَعْساً لَهُمْ } وهو فعل ماض ، والتعس اسم ، لأن التعس وإن كان اسماً ففي معنى الفعل لما فيه من معنى الدعاء ، فهو بمعنى : أتعسهم الله ، فلذلك صلح ردّ أضلّ عليه ، لأن الدعاء يجري مجرى الأمر والنهي ، وكذلك قوله : { حتى إذَا أثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثاقَ } مردودة على أمر مضمر ناصب لضرب . وقوله : { ذلكَ بأنَّهُم كَرِهُوا ما أنْزَلَ اللَّهُ } يقول تعالى ذكره : هذا الذي فعلنا بهم من الإتعاس وإضلال الأعمال من أجل أنهم كرهوا كتابنا الذي أنزلناه إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسخطوه ، فكذّبوا به ، وقالوا : هو سحر مبين . وقوله : { فَأَحْبَطَ أعمالَهُمْ } يقول : فأبطل أعمالهم التي عملوها في الدنيا ، وذلك عبادتهم الآلهة ، لم ينفعهم الله بها في الدنيا ولا في الآخرة ، بل أوبقهم بها ، فأصلاهم سعيراً ، وهذا حكم الله جلّ جلاله في جميع من كفر به من أجناس الأمم ، كما قال قتادة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : { فَتَعْساً لَهُمْ } قال : هي عامة للكفار .