Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 5-7)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : سيوفق الله تعالى ذكره للعمل بما يرضي ويحبّ ، هؤلاء الذين قاتلوا في سبيله ، { وَيُصْلِحُ بالَهُمْ } : ويصلح أمرهم وحالهم في الدنيا والآخرة { وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ } يقول : ويُدخلهم الله جنته عرّفها ، يقول : عرّفها وبيَّنها لهم ، حتى إن الرجل ليأتي منزله منها إذا دخلها كما كان يأتي منزله في الدنيا ، لا يُشْكِلُ عليه ذلك . كما : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أبي سعيد الخُدْريّ ، قال : إذا نجَّى الله المؤمنين من النار حُبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فاقتصّ بعضهم من بعض مظالم كثيرة كانت بينهم في الدنيا ، ثم يُؤذن لهم بالدخول في الجنة ، قال : فما كان المؤمن بأدلَّ بمنزله في الدنيا منه بمنزله في الجنة حين يدخلها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ } قال : أي منازلهم فيها . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ } قال : يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم ، وحيث قسم الله لهم لا يخطئون ، كأنهم سكانها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحداً . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ } قال : بلغنا عن غير واحد قال : يدخل أهل الجنة الجنة ، ولهم أعرف بمنازلهم فيها من منازلهم في الدنيا التي يختلفون إليها في عمر الدنيا قال : فتلك قول الله جلّ ثناؤه { وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ } . وقوله : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ } يقول تعالى ذكره : يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله ، إن تنصروا الله ينصركم بنصركم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم على أعدائه من أهل الكفر به وجهادكم إياهم معه لتكون كلمته العُليا ينصركم عليهم ، ويظفركم بهم ، فإنه ناصر دينه وأولياءه . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكمْ } لأنه حقّ على الله أن يعطي من سأله ، وينصر من نصره . وقوله : { وَيُثَبِّتْ أقْدَامَكُمْ } يقول : ويقوّكم عليهم ، ويجرّئكم ، حتى لا تولوا عنهم ، وإن كثر عددهم ، وقلّ عددكم .