Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 22-23)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من أهل بيعة الرضوان : { وَلَوْ قاتَلَكُم الَّذِينَ كَفَرُوا } بالله أيها المؤمنون بمكة { لَوَلَّوُا الأدْبارَ } يقول : لانهزموا عنكم ، فولوكم أعجازهم ، وكذلك يفعل المنهزم من قرنه في الحرب { ثُمَّ لا يَجدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً } يقول : ثم لا يجد هؤلاء الكفار المنهزمون عنكم ، المولوكم الأدبار ، ولياً يواليهم على حربكم ، ولا نصيرا ينصرهم عليكم ، لأن الله تعالى ذكره معكم ، ولن يُغْلَبَ حِزْبٌ اللَّهُ ناصِرُهُ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : { وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِين كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبار } يعني كفار قريش ، قال الله : ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً ينصرهم من الله . وقوله : { سُنَّةَ اللَّهِ التي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ } يقول تعالى ذكره : لو قاتلكم هؤلاء الكفار من قريش ، لخذلهم الله حتى يهزمهم عنكم خذلانه أمثالهم من أهل الكفر به ، الذين قاتلوا أولياءه من الأمم الذين مضوا قبلهم . وأخرج قوله : { سُنَّةَ اللَّهِ } نصباً من غير لفظه ، وذلك أن في قوله : { لَوَلَّوُا الأدْبارَ ثُمَّ لا يَجدُونَ وَلِيًّاً وَلا نَصِيراً } معنى سننت فيهم الهزيمة والخذلان ، فلذلك قيل : { سُنَّةَ اللَّهِ } مصدراً من معنى الكلام لا من لفظه ، وقد يجوز أن تكون تفسيراً لما قبلها من الكلام . وقوله : { وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ولن تجد يا محمد لسنة الله التي سنها في خلقه تغييراً ، بل ذلك دائم للإحسان جزاؤه من الإحسان ، وللإساءة والكفر العقاب والنكال .