Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 6-7)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ، وليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ، وليعذّب المنافقين والمنافقات ، بفتح الله لك يا محمد ، ما فتح لك من نصرك على مشركي قريش ، فيكبتوا لذلك ويحزنوا ، ويخيب رجاؤهم الذي كانوا يرجون من رؤيتهم في أهل الإيمان بك من الضعف والوهن والتولي عنك في عاجل الدنيا ، وصليّ النار والخلود فيها في آجل الآخرة { وَالمُشْرِكِينَ وَالمُشْرِكاتِ } يقول : وليعذّب كذلك أيضاً المشركين والمشركات { الظَّانِّينَ باللَّهِ } أنه لن ينصرك ، وأهل الإيمان بك على أعدائك ، ولن يظهر كلمته فيجعلها العليا على كلمة الكافرين به ، وذلك كان السوء من ظنونهم التي ذكرها الله في هذا الموضع ، يقول تعالى ذكره : على المنافقين والمنافقات ، والمشركين والمشركات الذين ظنوا هذا الظنّ دائرة السوء ، يعني دائرة العذاب تدور عليهم به . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الكوفة { دائِرَةُ السَّوْءِ } بفتح السين . وقرأ بعض قرّاء البصرة « دائِرَةُ السُّوءِ » بضم السين . وكان الفرّاء يقول : الفتح أفشى في السين قال : وقلما تقول العرب دائرة السُّوء بضم السين ، والفتح في السين أعجب إليّ من الضم ، لأن العرب تقول : هو رجل سَوْء ، بفتح السين ولا تقول : هو رجل سُوء . وقوله : { وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهمْ } يقول : ونالهم الله بغضب منه ، ولعنهم : يقول : وأبعدهم فأقصاهم من رحمته { وأعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ } يقول : وأعدّ لهم جهنم يصلونها يوم القيامة { وَساءَتْ مَصِيراً } يقول : وساءت جهنم منزلاً يصير إليه هؤلاء المنافقون والمنافقات ، والمشركون والمشركات . وقوله : { وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } يقول جلّ ثناؤه : ولله جنود السموات والأرض أنصاراً على أعدائه ، إن أمرهم بإهلاكهم أهلكوهم ، وسارعوا إلى ذلك بالطاعة منهم له { وكانَ اللَّهُ عَزيزاً حَكِيماً } يقول تعالى ذكره : ولم يزل الله ذا عزّة ، لا يغلبه غالب ، ولا يمتنع عليه مما أراده به ممتنع ، لعظم سلطانه وقدرته ، حكيم في تدبيره خلقه .