Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 13-13)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : يا أيها الناس إنا أنشأنا خلقكم من ماء ذكر من الرجال ، وماء أنثى من النساء وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، قال : خلق الله الولد من ماء الرجل وماء المرأة ، وقد قال تبارك وتعالى { يا أيُّها النَّاسُ إنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنْثَى } . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، قال : ثنا عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، قوله : { إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنْثَى } قال : ما خلق الله الولد إلا من نطفة الرجل والمرأة جميعاً ، لأن الله يقول { خَلَقْناكمْ مِنْ ذكَرٍ وأُنْثَى } . وقوله : { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا } يقول : وجعلناكم متناسبين ، فبعضكم يناسب بعضاً نسباً بعيداً ، وبعضكم يناسب بعضاً نسباً قريباً فالمناسب النسب البعيد من لم ينسبه أهل الشعوب ، وذلك إذا قيل للرجل من العرب : من أيّ شعب أنت ؟ قال : أنا من مضر ، أو من ربيعة . وأما أهل المناسبة القريبة أهل القبائل ، وهم كتميم من مضر ، وبكر من ربيعة ، وأقرب القبائل الأفخاذ وهما كشيبان من بكر ودارم من تميم ، ونحو ذلك ، ومن الشَّعْب قول ابن أحمر الباهلي : @ مِن شَعْبِ هَمْدانَ أوْ سَعْدِ العَشِيرَةِ أوْ خَوْلانَ أوْ مَذْحِجٍ هاجُوا لَهُ طَرَبا @@ وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ } قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا بكر بن عياش ، قال : ثنا أبو حُصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس { وَجَعلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ } قال : الشعوب : الجُمَّاع ، والقبائل : البطون . حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ } قال : الشعوب : الجُمَّاع . قال خلاد ، قال أبو بكر : القبائل العظام ، مثل بني تميم ، والقبائل : الأفخاذ . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن عطية ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جُبَير { وَجَعلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ } قال : الشعوب : الجمهور ، والقبائل : الأفخاذ . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { شُعُوباً } قال : النسب البعيد . { وَقَبائِلَ } دون ذلك . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ } قال : الشعوب : النسب البعيد ، والقبائل كقوله : فلان من بني فلان ، وفلان من بني فلان . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً } قال : هو النسب البعيد . قال : والقبائل : كما تسمعه يقال : فلان من بني فلان . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً } قال : أما الشعوب : فالنسب البعيد . وقال بعضهم : الشعوب : الأفخاذ . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جُبير { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ } قال : الشعوب : الأفخاذ ، والقبائل : القبائل . وقال آخرون : الشعوب : البطون ، والقبائل : الأفخاذ . ذكر من قال ذلك : حدثني يحيى بن طلحة ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ } قال : الشعوب : البطون ، والقبائل : الأفخاذ الكبار . وقال آخرون : الشعوب : الأنساب . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثنى أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ } قال : الشعوب : الأنساب . وقوله : { لِتَعارَفُوا } يقول : ليعرف بعضكم بعضاً في النسب ، يقول تعالى ذكره : إنما جعلنا هذه الشعوب والقبائل لكم أيها الناس ، ليعرف بعضكم بعضاً في قرب القرابة منه وبعده ، لا لفضيلة لكم في ذلك ، وقُربة تقرّبكم إلى الله ، بل أكرمكم عند الله أتقاكم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا } قال : جعلنا هذا لتعارفوا ، فلان بن فلان من كذا وكذا . وقوله : { إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقاكُمْ } يقول تعالى ذكره : إن أكرمكم أيها الناس عند ربكم ، أشدّكم اتقاء له بأداء فرائضه واجتناب معاصيه ، لا أعظمكم بيتاً ولا أكثركم عشيرة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن عليّ بن رباح ، عن عقبة بن عامر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " النَّاسُ لآدَمَ وَحَوَّاءَ كَطَفِّ الصَّاعِ لَمْ يَملأوه ، إنَّ اللَّهَ لا يسألُكُمْ عَنْ أحْسابِكُمْ وَلا عَنْ أنْسابِكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ ، إن أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقاكُمْ " حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد عن عليّ بن رباح ، عن عقبة بن عامر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ أنْسابَكُمْ هَذِه لَيْسَتْ بِمَسابَّ عَلى أحَدٍ ، وإنَّمَا أنْتُمْ وَلَدُ آدَمَ طَفَّ الصَّاعِ لَمْ تملأوه ، لَيْسَ لأَحَدٍ على أحَد فَضْلٌ إلاَّ بِدَيْنٍ أوْ عَمَلٍ صالِحٍ حَسْبُ الرَّجُل أنْ يَكُونَ فاحِشا بَذِيًّا بَخِيلاً جَباناً " حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عن ابن جُرَيج ، قال : سمعت عطاء يقول : قال ابن عباس : ثلاث آيات جحدهنّ الناس : الإذن كله ، وقال : { إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقاكُمْ } وقال الناس أكرمكم : أعظمكم بيتاً وقال عطاء : نسيت الثالثة . وقوله : { إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } يقول تعالى ذكره : إن الله أيها الناس ذو علم بأتقاكم عند الله وأكرمكم عنده ، ذو خبرة بكم وبمصالحكم ، وغير ذلك من أموركم ، لا تخفى عليه خافية .