Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 3-3)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : إن الذين يكفون رفع أصواتهم عند رسول الله ، وأصل الغضّ : الكفّ في لين . ومنه : غضّ البصر ، وهو كفه عن النظر ، كما قال جرير : @ فَغُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ فَلا كَعْبا بَلَغْتَ وَلا كِلابا @@ وقوله : { أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ للتَّقْوى } يقول تعالى ذكره : هؤلاء الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله ، هم الذين اختبر الله قلوبهم بامتحانه إياها ، فاصطفاها وأخلصها للتقوى ، يعني لاتقائه بأداء طاعته ، واجتناب معاصيه ، كما يمتحن الذهب بالنار ، فيخلص جيدها ، ويبطل خبثها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } قال : أخلص . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } قال : أخلص الله قلوبهم فيما أحبّ . وقوله : { لَهُمْ مَغْفِرَةٌ } يقول : لهم من الله عفو عن ذنوبهم السالفة ، وصفح منه عنها لهم { وأَجْرٌ عَظِيمٌ } يقول : وثواب جزيل ، وهو الجنة .