Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 40-40)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول جل ثناؤه لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : ألـم يعلـم هؤلاء القائلون : { لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً } [ البقرة : 80 ] الزّاعمون أنهم أبناء الله وأحبـاؤه ، أن الله مدبر ما فـي السموات وما فـي الأرض ، ومصرّفه وخالقه ، لا يـمتنع شيء مـما فـي واحدة منهما مـما أراده لأن كلّ ذلك ملكه وإلـيه أمره ، ولا نسب بـينه وبـين شيء مـما فـيهما ولا مـما فـي واحدة منهما فـيحابـيه بسبب قرابته منه فـينـجيه من عذابه وهو به كافر ولأمره ونهيه مخالف ، أو يدخـله النار وهو له مطيع لبعد قرابته منه ولكنه يعذّب من يشاء من خـلقه فـي الدنـيا علـى معصيته بـالقتل والـخسف والـمسخ وغير ذلك من صنوف عذابه ، ويغفر لـمن يشاء منهم فـي الدنـيا بـالتوبة علـيه من كفره ومعصيته ، فـينقذه من الهَلَكة وينـجيه من العقوبة . { وَاللّهُ علـى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } يقول : والله علـى تعذيب من أراد تعذيبه من خـلقه علـى معصيته وغفران ما أراد غفرانه منهم بـاستنقاذه من الهكة بـالتوبة علـيه وغير ذلك من الأمور كلها قادر ، لأن الـخـلق خـلقه والـملك ملكه والعبـاد عبـاده . وخرج قوله : { ألَـمْ تَعْلَـمْ أن اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } خطابـاً له صلى الله عليه وسلم ، والـمعنـيّ به من ذكرت من فرق بنـي إسرائيـل الذين كانوا بـمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حوالـيها . وقد بـينا استعمال العرب نظير ذلك فـي كلامها بشواهده فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع .