Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 77-77)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا خطاب من الله تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم . يقول تعالـى ذكره : قل يا مـحمد لهؤلاء الغالـية من النصارى فـي الـمسيح : { يا أهْلَ الكِتابِ } يعنـي بـالكتاب : الإنـجيـل ، { لا تَغْلُوا فِـي دِينِكُمْ } يقول : لا تفْرطوا فـي القول فـيـما تدينون به من أمر الـمسيح ، فتـجاوزوا فـيه الـحقّ إلـى البـاطل ، فتقولوا فـيه : هو الله ، أو هو ابنه ولكن قولوا : هو عبد الله وكلـمته ألقاها إلـى مريـم وروح منه . { وَلا تَتَّبِعُوا أهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وأضَلُّوا كَثِـيراً } يقول : ولا تتبعوا أيضاً فـي الـمسيح أهواء الـيهود الذين قد ضلوا قبلكم عن سبـيـل الهدي فـي القول فـيه ، فتقولون فـيه كما قالوا : هو لغير رِشْدة ، وتَبْهتوا أمه كما بـيهتونها بـالفرية ، وهي صدّيقة . { وأضَلُّوا كَثِـيراً } يقول تعالـى ذكره : وأضلّ هؤلاء الـيهود كثـيراً من الناس ، فحادوا بهم عن طريق الـحقّ وحملوهم علـى الكفر بـالله والتكذيب بـالـمسيح . { وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِـيـلِ } يقول : وضلّ هؤلاء الـيهود عن قصد الطريق ، وركبوا غير مـحجة الـحقّ وإنـما يعنـي تعالـى ذكره بذلك كفرهم بـالله وتكذيبهم رسله عيسى ومـحمداً صلى الله عليه وسلم ، وذهابهم عن الإيـمان وبُعْدهم منه . وذلك كان ضلالهم الذي وصفهم الله به . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد فـي قول الله : { وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِـيـلِ } قال : يهود . حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { لا تَتَّبِعُوا أهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضلُّوا مِنْ قَبْلُ وأضَلُّوا كَثِـيراً } فهم أولئك الذين ضلوا وأضلوا أتبـاعهم . { وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِـيـلِ } عن عدل السبـيـل .