Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 1-2)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويل في قوله : { ق } ، فقال بعضهم : هو اسم من أسماء الله تعالى أُقسم به . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ بن داود ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس في قوله : { ق - و - ن } وأشباه هذا ، فإنه قسم أقسمه الله ، وهو اسم من أسماء الله . وقال آخرون : هو اسم من أسماء القرآن . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { ق } قال : اسم من أسماء القرآن . وقال آخرون : { ق } اسم الجبل المحيط بالأرض ، وقد تقدّم بياننا في تأويل حروف المعجم التي في أوائل سور القرآن بما فيه الكفاية عن إعادته في هذا الموضع . وقوله : { وَالقُرآنِ المَجِيدِ } يقول : والقرآن الكريم . كما : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جُبَير { ق والقرآن المَجِيدِ } قال : الكريم . واختلف أهل العربية في موضع جواب هذا القسم ، فقال بعض نحوِّيي البصرة { ق والقُرآنِ المَجِيدِ } قسم على قوله : { قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الأرْضُ مِنْهُمْ } وقال بعض نحوِّيي أهل الكوفة : فيها المعنى الذي أقسم به ، وقال : ذكر أنها قضى والله ، وقال : يقال : إن قاف جبل محيط بالأرض ، فإن يكن كذلك فكأنه في موضع رفع : أي هو قاف والله قال : وكان ينبغي لرفعه أن يظهر لأنه اسم وليس بهجاء قال : ولعلّ القاف وحدها ذكرت من اسمه ، كما قال الشاعر : @ قُلْت لهَا قِفِي لَنَا قالَتْ قافْ @@ ذُكرت القاف إرادة القاف من الوقف : أي إني واقفة . وهذا القول الثاني عندنا أولى القولين بالصواب ، لأنه لا يعرف في أجوبة الإيمان قد ، وإنما تجاب الأيمان إذا أجيبت بأحد الحروف الأربعة : اللام ، وإن ، وما ، ولا ، أو بترك جوابها فيكون ساقطاً . وقوله : { بَلْ عَجِبُوا أنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما كذّبك يا محمد مشركو قومك أن لا يكونوا عالمين بأنك صادق محقّ ، ولكنهم كذّبوك تعجباً من أن جاءهم منذر ينذرهم عقاب الله منهم ، يعني بشراً منهم من بني آدم ، ولم يأتهم مَلك برسالة من عند الله وقوله : { فَقالَ الكافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } يقول تعالى ذكره : فقال المكذّبون بالله ورسوله من قريش إذ جاءهم منذر منهم { هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } : أي مجيء رجل منا من بني آدم برسالة الله إلينا ، { لولا أُنْزِلَ إلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً }