Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 5-6)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : ما أصاب هؤلاء المشركون القائلون { أئِذَا مِتْنا وكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } في قيلهم هذا { بَلْ كَذَّبُوا بالحَقّ } ، وهو القرآن { لَمَّا جَاءَهُمْ } من الله . كالذي : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { بَلْ كَذَّبُوا بالحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ } أي كذّبوا بالقرآن { فَهُمْ فِي أمْرٍ مَرِيجٍ } يقول : فهم في أمر مختلط عليهم ملتبس ، لا يعرفون حقه من باطله ، يقال قد مرج أمر الناس إذا اختلط وأهمل . وقد اختلفت عبارات أهل التأويل في تأويلها ، وإن كانت متقاربات المعاني ، فقال بعضهم : معناها : فهم في أمر منكر وقال : المريج : هو الشيء المنكر . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن خالد بن خداش ، قال : ثني سلم بن قُتيبة ، عن وهب بن حبيب الآمديّ ، عن أبي حمزة ، عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله : { أمْرٍ مَرِيجٍ } قال : المريج : الشيء المنكر أما سمعت قول الشاعر : @ فَجالَتْ والْتَمَسَتْ بهِ حَشاهَا فَخَرَّ كأنَّهُ خُوطٌ مَرِيج @@ وقال آخرون : بل معنى ذلك : في أمر مختلف . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله { فِي أمْرٍ مَرِيجٍ } يقول : مختلف . وقال آخرون : بل معناه : في أمر ضلالة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { فَهُمْ في أمْرٍ مَرِيجٍ } قال : هم في أمر ضلالة . وقال آخرون : بل معناه : في أمر مُلْتبِس . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جُبَير ، في قوله : { فَهُمْ فِي أمْرٍ مَرِيجٍ } قال : مُلْتَبِسٍ . حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { أَمْرٍ مَرِيجٍ } قال : ملتبس . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فَهُمْ فِي أمْرٍ مَرِيجٍ } ملتبس عليهم أمره . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال : والتبس عليه دينه . وقال آخرون : بل هو المختلط . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فِي أمْرٍ مَرِيجٍ } قال : المريج : المختلط . وإنما قلت : هذه العبارات وإن اختلفت ألفاظها فهي في المعنى متقاربات ، لأن الشيء مختلف ملتبس ، معناه مشكل . وإذا كان كذلك كان منكراً ، لأن المعروف واضح بين ، وإذا كان غير معروف كان لا شكّ ضلالة ، لأن الهدى بيِّن لا لبس فيه . وقوله : { أفَلَمْ يَنظُرُوا إلى السَّماء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها } يقول تعالى ذكره : أفلم ينظر هؤلاء المكذّبون بالبعث بعد الموت المُنكرون قُدرتنا على إحيائهم بعد بلائهم { إلى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْف بَنَيْناها } فسوّيناها سقفاً محفوظاً ، وزيناها بالنجوم { وَما لَهَا مِنْ فُرُوج } يعني : وما لها من صدوع وفُتوق . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { مِنْ فُرُوجٍ } قال : شَقّ . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ } قلت له ، يعني ابن زيد : الفروج : الشيء المتبرىء بعضه من بعض ، قال : نعم .