Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 17-19)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال بعضهم : معناه كانوا قليلاً من الليل لا يهجعون ، وقالوا : « ما » بمعنى الجحد . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار وابن المثنى ، قالا : ثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : يتيقظون يصلون ما بين هاتين الصلاتين ، ما بين المغرب والعشاء . حدثني زريق بن الشحب ، قال : ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، بنحوه . حدثنا ابن بشار وابن المثنى ، قالا : ثنا أبو داود ، قال : ثنا بكير بن أبي السمط ، عن قتادة ، عن محمد بن عليّ ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة . قالا : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن مطرف ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : قلّ ليلة أتت عليهم إلا صلوا فيها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال مطرف بن عبد الله في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قلّ ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها لله . إما من أوّلها ، وإما من وسطها . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، قال : ثنا ابن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال لم يكن يمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئاً . قال : ثنا ابن يمان ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : كانوا يصيبون فيها حظاً . حدثني عليّ بن سعيد الكنديّ ، قال : ثنا حفص بن عاصم ، عن أبي العالية ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : لا ينامون بين المغرب والعشاء . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا حكام ومهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كانوا يصيبون من الليل حظاً . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن مطرّف ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : قلّ ليلة أتت عليهم هجعوها كلها . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كان لهم قليل من الليل ما يهجعون ، كانوا يصلونه . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : سمعت ابن أبي نجيح ، يقول في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كانوا قليلاً ما ينامون ليلة حتى الصباح . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : قليل ما يرقدون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون . وقال آخرون : بل معنى ذلك : كانوا قليلاً من الليل يهجعون ، ووجهوا ما التي في قوله : { ما يَهْجَعُونَ } إلى أنها صلة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : قال الحسن : كابدوا قيام الليل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : كان الحسن يقول : لا ينامون منه إلا قليلاً . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عن بعض أصحابنا ، عن الحسن ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : لا ينامون من الليل إلا أقله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا عوف ، عن سعيد بن أبي الحسن ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : قلّ ليلة أتت عليهم هجوعاً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال الأحنف بن قيس ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كانوا لا ينامون إلا قليلاً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا الحكم بن عطية ، عن قتادة ، قال : قال الأحنف بن قَيس ، وقرأ هذه الآية { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : لست من أهل هذه الآية . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : قيام الليل . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن يونس ، عن الحسن ، قال : نشطوا فمدّوا إلى السحر . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، قال : مدّوا في الصلاة ونشطوا ، حتى كان الاستغفار بسحر . قال : ثنا مهران ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن قال : كانوا لا ينامون من الليل إلا قليلاً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كان الحسن والزهري يقولان : كانوا كثيراً من الليل ما يصلون . وقد يجوز أن تكون { ما } على هذا التأويل في موضع رفع ، ويكون تأويل الكلام : كانوا قليلاً من الليل هجوعهم وأما من جعل { ما } صلة ، فإنه لا موضع لها ويكون تأويل الكلام على مذهبه كانوا يهجعون قليل الليل ، وإذا كانت { ما } صلة كان القليل منصوباً بيهجعون . حدثنا ابن حُمَيْد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور عن إبراهيم { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : ما ينامون . وقال آخرون : بل معنى ذلك : كانوا يصلون العتمة ، وعلى هذا التأويل { ما } في معنى الجحد . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار وابن المثنى ، قالا : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : قال رجل من أهل مكة : سماه قتادة ، قال : صلاة العتمة . وقال آخرون : بل معنى ذلك : كان هؤلاء المحسنون قبل أن تفرض عليهم الفرائض قليلاً من الناس ، وقالوا الكلام بعد قوله { إنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلكَ مُحْسِنِين } كانوا قليلاً مستأنف بقوله : { مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } فالواجب أن تكون { ما } على هذا التأويل بمعنى الجحد . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عبيد ، عن الضحاك ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } يقول : إن المحسنين كانوا قليلاً ، ثم ابتدىء فقيل { مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وبالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } كما قال : { وَالَّذِينَ آمَنُوا باللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ } ثم قال : { والشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ } حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الزبير ، عن الضحاك بن مزاحم { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كانوا من الناس قليلاً . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن الزبير بن عديّ ، عن الضحاك بن مزاحم ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كانوا قليلاً من الناس من يفعل ذلك . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الزبير بن عديّ ، عن الضحاك بن مزاحم { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كانوا قليلاً من الناس إذ ذاك . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال الله : { إن المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ … } إلى { مُحْسِنِينَ } كانوا قليلاً ، يقول : المحسنون كانوا قليلاً ، هذه مفصولة ، ثم استأنف فقال : { مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } . وأما قوله : { يَهْجَعُونَ } فإنه يعني : ينامون ، والهجوع : النوم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } يقول : ينامون . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : ينامون . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، مثله . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } الهجوع : النوم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قال : كانوا قليلاً ما ينامون من الليل ، قال : ذاك الهجع . قال : والعرب تقول : إذا سافرت اهجع بنا قليلاً . قال : وقال رجل من بني تميم لأبي : يا أبا أُسامة صفة لا أجدها فينا ، ذكر الله تبارك وتعالى قوماً فقال : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } ونحن والله قليلاً من الليل ما نقوم قال : فقال أبي طُوَبى لمن رقد إذا نعس وألقى الله إذا استيقظ . وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله : { كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ } قول من قال : كانوا قليلاً من الليل هجوعهم ، لأن الله تبارك وتعالى وصفهم بذلك مدحاً لهم ، وأثنى عليهم به ، فوصفهم بكثرة العمل ، وسهر الليل ، ومكابدته فيما يقرّبهم منه ويرضيه عنهم أولى وأشبه من وصفهم من قلة العمل ، وكثرة النوم ، مع أن الذي اخترنا في ذلك هو أغلب المعاني على ظاهر التنزيل . وقوله : { وَبالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : معناه : وبالأسحار يصلون . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَبالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } يقول : يقومون فيصلون ، يقول : كانوا يقومون وينامون ، كما قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم : { إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أنَّكَ تَقُومُ أدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ } فهذا نوم ، وهذا قيام { وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ } كذلك يقومون ثلثاً ونصفاً وثلثين : يقول : ينامون ويقومون . حدثنا ابن حَميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جبلة بن سحيم ، عن ابن عمر ، قوله : { وَبالأسَحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } قال : يصلون . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَبالأسَحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } قال : يصلون . وقال آخرون : بل عنى بذلك أنهم أخروا الاستغفار من ذنوبهم إلى السحر . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، قال : مدّوا في الصلاة ونَشِطوا ، حتى كان الاستغفار بسحر . حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَبالأسَحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } قال : هم المؤمنون ، قال : وبلغنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يعقوب حين سألوه أن يستغفر لهم قالوا { يا أبانا استْغَفِرْ لَنا ذُنُوبَنا قالَ سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي } قال : قال بعض أهل العلم : إنه أخرَّ الاستغفار إلى السحر . قال : وذكر بعض أهل العلم أن الساعة التي تفتح فيها أبواب الجنة : السحر . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : سمعت ابن زيد يقول : السحر : هو السدس الأخير من الليل . وقوله : { وفِي أمْوَالِهِمْ حَقٌّ للسَّائِلِ والمَحْرُومِ } يقول تعالى ذكره : وفي أموال هؤلاء المحسنين الذين وصف صفتهم حقّ لسائلهم المحتاج إلى ما في أيديهم والمحروم . وبنحو الذي قلنا في معنى السائل ، قال أهل التأويل ، وهم في معنى المحروم مختلفون ، فمن قائل : هو المحارَف الذي ليس له في الإسلام سهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن قيس بن كركم ، عن ابن عباس سألته عن السائل والمحروم ، قال : السائل : الذي يسأل الناس ، والمحروم : الذي ليس له في الإسلام سهم وهو محارَف . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه عن ابن عباس ، قوله : { وفِي أمْوَالهمْ حَقٌّ للسَّائِلِ والمَحْرُومِ } قال : المحروم : المحارف . حدثنا سهل بن موسى الرازي ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن قيس بن كركم ، عن ابن عباس ، قال : السائل : السائل . والمحروم : المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم . حدثنا سهل بن موسى ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن قيس بن كركم ، عن ابن عباس ، قال : المحروم : المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم . حدثنا حُمَيد بن مسعدة ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا شعبة عن أبي إسحاق ، عن قيس بن كركم ، عن ابن عباس في هذه الآية { للسَّائِلِ والمَحْرُومِ } قال : السائل : الذي يسأل ، والمحروم : المحارَف . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، قال : سمعت أبا إسحاق يحدّث عن قيس بن كركم ، عن ابن عباس ، بنحوه . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول : الله تبارك وتعالى : المحروم ، قال : المحارف . وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَالمَحْرُومِ } : هو الرجل المحارف الذي لا يكون له مال إلا ذهب ، قضى الله له ذلك . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن قيس بن كركم ، قال : سألت ابن عباس عن قوله : { للسائل وَالمَحْرُومِ } قال : السائل : الذي يسأل ، والمحروم : المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم . حدثني محمد بن عمرو المقدمي ، قال : ثنا قريش بن أنس ، عن سليمان ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب : المحروم : المحارَف . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قال في المحروم : هو المحارف الذي ليس له أحد يعطف عليه ، أو يعطيه شيئاً . حدثني ابن المثنى ، قال : ثني وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن عاصم ، عن أبي قِلابة ، قال : جاء سيل باليمامة ، فذهب بمال رجل ، فقال رجل من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم : هذا المحروم . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أيوب ، عن نافع ، قال : المحروم : المحارف . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني مسلم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : المحروم : المحارف . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا حجاج ، عن الوليد بن العيزار عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس أنه قال : المحروم : هو المحارف . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا هشيم ، عن أبي بشر ، قال : سألت سعيد بن جُبَير ، عن المحروم ، فلم يقل فيه شيئاً ، فقال عطاء : هو المحدود المحارف . ومن قائل : هو المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئاً . ذكر من قال ذلك : حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني نافع بن يزيد ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكير بن الأشجّ ، عن سعيد بن المسيب ، أنه سُئل عن المحروم فقال : المحارف . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وفي أمْوَالِهمْ حَقّ للسَائل وَالمَحْرُومِ } هذان فقيرا أهل الإسلام ، سائل يسأل في كفِّه ، وفقير متعفِّف ، ولكليهما عليك حقّ يا ابن آدم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الزهري { للسَّائلِ وَالمَحْرُومِ } قال : السائل : الذي يسأل ، والمحروم : المتعفف الذي لا يسأل . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، قال : قال معمر ، وحدثني الزهريّ ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " لَيْسَ المِسْكينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ والتَّمْرَتانِ والأكْلَةُ والأكْلَتانِ " ، قالوا فمن المسكين يا رسول الله ؟ قال : " الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى ، وَلا يُعْلَمُ بِحاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ فَذلكَ المَحْرُومُ " حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : { للسَّائِل والمَحْرُومِ } قال : السائل الذي يسأل بكفه ، والمحروم : المتعفف ، ولكليهما عليك حقّ يا ابن آدم . وقائل : هو الذي لا سهم له في الغنيمة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن قيس بن مسلم ، عن الحسن بن محمد ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية ، فغنموا ، فجاء قوم يشهدون الغنيمة ، فنزلت هذه الآية : { وفِي أمْوَالِهِمْ حَقّ للسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ } . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن أبي زائدة ، عن سفيان ، عن قيس بن مسلم الجدلي ، عن الحسن بن محمد ، قال : بعثت سرية فغنموا ، ثم جاء قوم من بعدهم ، قال : فنزلت { للسَّائِل وَالمَحْرُومِ } . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم أن أُناساً قدموا على عليّ رضي الله عنه الكوفة بعد وقعة الجمل ، فقال : اقسموا لهم ، قال : هذا المحروم . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا أبو نعيم ، عن سفيان ، عن قيس بن مسلم ، عن الحسن بن محمد أن قوماً في زمان النبيّ صلى الله عليه وسلم أصابوا غنيمة ، فجاء قوم بعد ، فنزلت { وفِي أمْوَالِهِمْ حَقٌّ للسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ } . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا عمرو ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قال : المحروم : الذي لا فيء له في الإسلام ، وهو محارف من الناس . قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قوله : { للَّسائِلِ وَالمَحْرُومِ } قال : المحروم : الذي لا يجري عليه شيء من الفيء ، وهو محارف من الناس . وقائل : هو الذي لا ينمى له مال . ذكر من قال ذلك : حدثني أبو السائب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن حصين ، قال : سألت عكرِمة ، عن السائل والمحروم ؟ قال : السائل : الذي يسألك ، والمحروم : الذي لا ينمى له مال . وقائل : هو الذي قد ذهب ثمره وزرعه . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وفِي أمْوَالِهِمْ حَقّ للسَّائِلِ والمَحْرُومِ } قال : المحروم : المصاب ثمره وزرعه ، وقرأ { أفرأيْتُمْ ما تَحْرُثُون أأنْتُم تَزْرَعُونَهُ … } حتى بلغ { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } وقال أصحاب الجنة : { إنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عبد الله بن عياش ، قال : قال زيد بن أسلم في قوله : { وَفِي أمْوَالِهِمْ حَقٌّ للسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ } قال : ليس ذلك بالزكاة ، ولكن ذلك مما ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزكاة ، والمحروم : الذي يُصاب زرعه أو ثمره أو نسل ماشيته ، فيكون له حقّ على من لم يصبه ذلك من المسلمين ، كما قال لأصحاب الجنة حين أهلك جنتهم { قالُوا بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } وقال أيضاً : { لَوْ نَشاءُ لجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إنَّا لَمَغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } وكان الشعبيّ يقول في ذلك ما . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن ابن عون ، قال : قال الشعبيّ : أعياني أن أعلم ما المحروم . والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حُرم الرزق واحتاج ، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره ، فصار ممن حرمه الله ذلك ، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة ، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة ، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعمّ ، كما قال جلّ ثناؤه : { وفي أمْوَالِهِمْ حَقٌّ للسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ } .