Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 24-26)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، يخبره أنه محلّ بمن تمادى في غيه ، وأصرّ على كفره ، فلم يتب منه من كفار قومه ، ما أحلّ بمن قبلهم من الأمم الخالية ، ومذكراً قومه من قريش بإخباره إياهم أخبارهم وقصصهم ، وما فعل بهم ، هل أتاك يا محمد حديث ضيف إبراهيم خليل الرحمن المكرمين . يعني بقوله : { المُكْرَمِينَ } أن إبراهيم عليه السلام وسارّة خدماهم بأنفسهما . وقيل : إنما قيل { المُكْرَمِينَ } كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { ضَيْفُ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ } قال : أكرمهم إبراهيم ، وأمر أهله لهم بالعجل حينئذ . وقوله : { إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ } يقول : حين دخل ضيف إبراهيم عليه ، فقالوا له سلاماً : أي أسلموا إسلاماً ، قال سلام . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة ، قال : { سَلامٌ } بالألف بمعنى قال : إبراهيم لهم سلام عليكم . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة « سِلْمٌ » بغير ألف ، بمعنى ، قال : أنتم سلم . وقوله : { قَوْمٌ مُنْكَرُونَ } يقول : قوم لا نعرفكم ، ورفع « قوم منكرون » باضمار أنتم . وقوله : { فَرَاغَ إلى أهْلِهِ } يقول : عدل إلى أهله ورجع . وكان الفرّاء يقول : الروغ وإن كان على هذا المعنى فإنه لا ينطق به حتى يكون صاحبه مخفياً ذهابه أو مجيئه ، وقال : ألا ترى أنك تقول قد راغ أهل مكة وأنت تريد رجعوا أو صدروا ، فلو أخفى راجع رجوعه حسنت فيه راغ ويروغ . وقوله : { فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } يقول : فجاء ضيفَه بعجل سمين قد أنضجه شيَّا . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فَرَاغَ إلى أهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } قال : كان عامة مال نبيّ الله إبراهيم عليه السلام البقر .