Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 32-34)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : أتأمر هؤلاء المشركين أحلامهم بأن يقولوا لمحمد صلى الله عليه وسلم : هو شاعر ، وأن ما جاء به شعر { أمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ } يقول جلّ ثناؤه : ما تأمرهم بذلك أحلامهم وعقولهم « بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ » قد طَغَوا على ربهم ، فتجاوزوا ما أذن لهم وأمرهم به من الإيمان إلى الكفر به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { أمْ تَأْمُرُهُمْ أحْلامُهُمْ بِهَذَا } قال : كانوا يعدّون في الجاهلية أهل الأحلام ، فقال الله : أم تأمرهم أحلامهم بهذا أن يعبدوا أصناماً بُكماً . صماً ، ويتركوا عبادة الله ، فلم تنفعهم أحلامهم حين كانت لدنياهم ، ولم تكن عقولهم في دينهم ، لم تنفعهم أحلامهم . وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة ، يتأوَّل قوله : { أمْ تَأْمُرُوهُمْ أحْلامُهُمْ } : بل تأمرهم . وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله { أمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ } أيضاً قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، في قوله : { أمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ } قال : بل هم قوم طاغون . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد { أمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ } قال : بل هم قوم طاغون . وقوله : { أمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } يقول تعالى ذكره : أم يقول هؤلاء المشركون : تقوّل محمد هذا القرآن وتخلَّقه . وقوله : { بَلْ لا يُؤْمِنُونَ } يقول جلّ ثناؤه : كذبوا فيما قالوا من ذلك ، بل لا يؤمنون فيصدّقوا بالحقّ الذي جاءهم من عند ربهم . وقوله : { فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ } يقول : جلّ ثناؤه : فليأت قائلو ذلك له من المشركين بقرآن مثله ، فإنهم من أهل لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، ولن يتعذّر عليهم أن يأتوا من ذلك بمثل الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم إن كانوا صادقين في أن محمداً صلى الله عليه وسلم تقوّله وتخلَّقه .