Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 29-31)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فذكر يا محمد من أرسلت إليه من قومك وغيرهم ، وعظهم بنعم الله عندهم { فَما أنْتَ بنِعْمَةِ رَبِّكَ بكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ } يقول فلست بنعمة الله عليك بكاهن تتكهَن ، ولا مجنون له رئيّ يخبر عنه قومه ما أخبره به ، ولكنك رسول الله ، والله لا يخذلك ، ولكنه ينصرك . وقوله : { أمْ يَقُولُونَ شاعِر نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ } يقول جلّ ثناؤه : بل يقول المشركون : يا محمد لك : هو شاعر نتربص به حوادث الدهر ، يكفيناه بموت أو حادثة متلفة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت عباراتهم عنه ، فقال بعضهم فيه كالذي قلنا . وقال بعضهم : هو الموت . ذكر من قال : عنى بقوله : { رَيْبَ المَنُونِ } : حوادث الدهر . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { رَيْبَ المَنُون } قال : حوادث الدهر . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : قال مجاهد { رَيْبَ المَنُونِ } حوادث الدهر . ذكر من قال : عنى به الموت . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { رَيْبَ المَنُونِ } يقول : الموت . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { نَتَرَبَصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ } قال : يتربصون به الموت . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ } قال : قال ذلك قائلون من الناس تربصوا بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الموت يكفيكموه ، كما كفاكم شاعر بني فلان وشاعر بني فلان . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { رَيْبَ المَنُونِ } قال : هو الموت ، نتربص به الموت ، كما مات شاعر بني فلان ، وشاعر بني فلان . وحدثني سعيد بن يحيى الأموي ، قال : ثني أبي ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أن قريشاً لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق ، ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك مَن قبله من الشُّعراء زُهير والنابغة ، إنما هو كأحدهم ، فأنزل الله في ذلك من قولهم : { أمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ } . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ } الموت ، وقال الشاعر : @ تَرَبَّصْ بِها رَيْبَ المَنُونِ لَعَلَّها سَيَهْلِكُ عَنْها بَعُلُها أو " تُسَرَّحُ " @@ وقال آخرون : معنى ذلك : ريب الدنيا ، وقالوا : المنون : الموت . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي سنان { رَيْبَ المَنُونِ } قال : ريب الدنيا ، والمنون : الموت . وقوله : { قُلْ تَرَبَّصُوا } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يقولون لك : إنك شاعر نتربص بك ريب المنون ، تربصوا : أي انتظروا وتمهَلوا فيّ ريب المنون ، فإني معكم من المتربصين بكم ، حتى يأتي أمر الله فيكم .