Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 37-38)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : أعند هؤلاء المكذّبين بآيات الله خزائن ربك يا محمد ، فهم لاستغنائهم بذلك عن آيات ربهم معرضون ، أم هم المسيطرون . اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : أم هم المسلَّطون . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { أمْ هُمْ المُسَيْطِرُونَ } يقول : المسلَّطون . وقال آخرون : بل معنى ذلك : أم هم المُنْزِلُونَ . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { أمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أمْ هُمُ المُسَيْطِرُونَ } قال : يقول أم هم المنزلون . وقال آخرون : بل معنى ذلك : أم هم الأرباب ، وممن قال ذلك معمر بن المثنى ، قال : يقال : سيطرتَ عليّ : أي اتخذتني خولاً لك . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك : أم هم الجبَّارون المتسلطون المستكبرون على الله ، وذلك أن المسيطر في كلام العرب الجبار المتسلط ، ومنه قول الله : { لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ } يقول : لست عليهم بجبار مسلط . وقوله : { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } يقول : أم لهم سلم يرتقون فيه إلى السماء يستمعون عليه الوحي ، فيدَّعون أنهم سمعوا هنالك من الله أن الذي هم عليه حقّ ، فهم بذلك متمسكون بما هم عليه . وقوله : { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ } يقول : فإن كانوا يدّعون ذلك فليأت من يزعم أنه استمع ذلك ، فسمعه بسلطان مبين ، يعني بحجة تبين أنها حقّ ، كما أتى محمد صلى الله عليه وسلم بها على حقيقة قوله ، وصدقه فيما جاءهم به من عند الله . والسُّلَّم في كلام العرب : السبب والمرقاة ومنه قول ابن مقبل : @ لا تُحْرِزِ المَرْءَ أَحْجاءُ الْبِلادِ وَلا تُبْنَى لَهُ في السَّمَواتِ السَّلالِيمُ @@ ومنه قوله : جعلت فلاناً سَلَّماً لحاجتي : إذا جعلته سبباً لها .