Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 44-45)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وإن ير هؤلاء المشركون قِطْعاً من السماء ساقطاً ، والكِسْف : جمع كِسْفة ، مثل التمر جمع تمرة ، والسِّدْر جمع سِدْرة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { كِسْفاً } يقول : قِطْعاً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَإنْ يَرْوا كِسْفاً } يقول : وإن يروا قِطْعاً { مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ } يقول جلّ ثناؤه : يقولوا لذلك الكِسْف من السماء الساقط : هذا سحاب مركوم ، يعني بقوله مركوم : بعضه على بعض . وإنما عنى بذلك جلّ ثناؤه المشركين من قريش الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات ، فقالوا له : { لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حتى تُفَجِّرَ لنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعاً } … إلى قوله : { عَلَيْنا كِسْفاً } فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإن ير هؤلاء المشركون ما سألوا من الآيات ، فعاينوا كِسَفاً من السماء ساقطاً ، لم ينتقلوا عما هم عليه من التكذيب ، ولقالوا . إنما هذا سحاب بعضه فوق بعض ، لأن الله قد حتم عليهم أنهم لا يؤمنون . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة يقولوا { سَحَابٌ مَرْكُومٌ } يقول : لا يصدّقوا بحديث ، ولا يؤمنوا بآية . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَإنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ } قال : حين سألوا الكِسْف قالوا : أسقط علينا كِسْفاً من السماء إن كنت من الصادقين قال : يقول : لو أنا فعلنا لقالوا : سحاب مركوم . وقوله : { فَذَرْهُمْ حتى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فدع يا محمد هؤلاء المشركين حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يهلكون ، وذلك عند النفخة الأولى . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { فِيهِ يُصْعَقُونَ } فقرأته عامة قرّاء الأمصار سوى عاصم بفتح الياء من « يَصْعَقُونَ » ، وقرأه عاصم { يُصْعَقُونَ } بضم الياء ، والفتح أعجب القراءتين إلينا ، لأنه أفصح اللغتين وأشهرهما ، وإن كانت الأخرى جائزة ، وذلك أن العرب تقول : صعق الرجل وصُعِق ، وسَعد وسُعد . وقد بيَّنا معنى الصَّعْق بشواهده ، وما قال فيه أهل التأويل فيما مضى بما أغنى عن إعادته .