Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 1-2)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { والنَّجْمِ إذَا هَوَى } فقال بعضهم : عُنِي بالنجم : الثُّريا ، وعُنِي بقوله : { إذَا هَوَى } : إذا سقط ، قالوا : تأويل الكلام : والثريا إذا سقطت . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى } قال : إذا سقطت الثريا مع الفجر . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى } قال : الثريا . وقال مجاهد : { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى } قال : سقوط الثريا . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى } قال : إذا انصبّ . وقال آخرون : معنى ذلك : والقرآن إذا نزل . ذكر من قال ذلك : حدثني زياد بن عبد الله الحساني أبو الخطاب ، قال : ثنا مالك بن سعير ، قال : ثنا الأعمش ، عن مجاهد ، في قوله : { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى } قال : القرآن إذا نزل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَما غَوَى } قال : قال عُتْبة بن أبي لهب : كفرتُ بربّ النجم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمَا تَخافُ أنْ يَأْكُلُكَ كَلْبُ اللّهِ " قال : فخرج في تجارة إلى اليمن ، فبينما هم قد عرَّسوا ، إذ سمعَ صوتَ الأسد ، فقال لأصحابه إني مأكول ، فأحدقوا به ، وضرب على أصمختهم فناموا ، فجاء حتى أخذه ، فما سمعوا إلا صوته . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، قال : ثنا معمر ، عن قتادة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم تلا : { وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى } فقال ابن لأبي لهب حسبته قال : اسمه عُتبة : كفرت بربّ النجم ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " احْذَرْ لا يَأْكُلْكَ كَلْبُ اللّهِ " قال : فضرب هامته . قال : وقال ابن طاوس عن أبيه ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " ألاَ تخافُ أنْ يُسَلِّطَ اللّهُ عَلَيْكَ كَلْبَهُ ؟ " فخرج ابن أبي لهب مع ناس في سفر حتى إذا كانوا في بعض الطريق سمعوا صوت الأسد ، فقال : ما هو إلا يريدني ، فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم ، حتى إذا ناموا جاء الأسد فأخذه من بينهم . وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول : عنى بقوله : { والنَّجْمِ } والنجوم . وقال : ذهب إلى لفظ الواحد ، وهو في معنى الجميع ، واستشهد لقوله ذلك بقول راعي الإبل : @ فَباتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ في مُسْتَحِيرَةٍ سَرِيعٌ بِأيْـدِي الآكِلِينَ جُمُودُها @@ والصواب من القول في ذلك عندي ما قاله مجاهد من أنه عنى بالنجم في هذا الموضع : الثريا ، وذلك أن العرب تدعوها النجم ، والقول الذي قاله من حكينا عنه من أهل البصرة قول لا نعلم أحداً من أهل التأويل قاله ، وإن كان له وجه ، فلذلك تركنا القول به . وقوله : { ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَما غَوَى } يقول تعالى ذكره : ما حاد صاحبكم أيها الناس عن الحقّ ولا زال عنه ، ولكنه على استقامة وسداد . ويعني بقوله : { وَما غَوَى } : وما صار غويًّا ، ولكنه رشيد سديد يقال : غَوَى يَغْوِي من الغيّ ، وهو غاوٍ ، وغَوِيَ يَغْوَى من اللبن : إذا بَشِم . وقوله : { ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ } جواب قسم والنجم .