Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 40-43)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ثناؤه : { وأنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى } يقول تعالى ذكره : وأن عمل كلّ عامل سوف يراه يوم القيامة ، من ورد القيامة بالجزاء الذي يجازى عليه ، خيراً كان أو شرًّا ، لا يؤاخد بعقوبة ذنب غير عامله ، ولا يُثاب على صالح عمله عامل غيره . وإنما عُنِي بذلك : الذي رجع عن إسلامه بضمان صاحبه له أن يتحمل عنه العذاب ، أن ضمانه ذلك لا ينفعه ، ولا يُغني عنه يوم القيامة شيئاً ، لأن كلّ عامل فبعمله مأخوذ . وقوله : { ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى } يقول تعالى ذكره : ثم يُثاب بسعيه ذلك الثواب الأوفى . وإنما قال جلّ ثناؤه { الأَوْفَى } لأنه أوفى ما وعد خلقه عليه من الجزاء ، والهاء في قوله : { ثُمَّ يُجْزَاهُ } من ذكر السعي ، وعليه عادت . وقوله : { وأنَّ إلى رَبِّكَ المُنْتَهَى } يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : وأن إلى ربك يا محمد انتهاء جميع خلقه ومرجعهم ، وهو المجازي جميعهم بأعمالهم ، صالحهم وطالحهم ، ومحسنهم ومسيئهم . وقوله : { وأنَّهُ هُوَ أضْحَكَ وأبْكَى } يقول تعالى ذكره : وأن ربك هو أضحك أهل الجنة في الجنة بدخولهم إياها ، وأبكى أهل النار في النار بدخولهموها ، وأضحك من شاء من أهل الدنيا ، وأبكى من أراد أن يبكيه منهم .