Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 59-62)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لمشركي قريش : أفمن هذا القرآن أيها الناس تعجبون ، أنْ نَزَلَ على محمد صلى الله عليه وسلم ، وتضحكون منه استهزاءً به ، ولا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله ، وأنتم من أهل معاصيه { وأنْتُمْ سامِدُونَ } يقول : وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذكر ، معرضون عن آياته يقال للرجل : دع عنا سُمودَك ، يراد به : دع عنا لهوك ، يقال منه : سَمَد فلان يَسْمُد سُمُوداً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه ، فقال بعضهم : غافلون . وقال بعضهم : مغنون . وقال بعضهم : مُبَرْطِمون . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قوله : { سامِدُونَ } قال : هو الغناء ، كانوا إذا سمعوا القرآن تَغَنَّوا ولعبوا ، وهي لغة أهل اليمن ، قال اليماني : اسْمُد . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { سامِدونَ } يقول : لاهون . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وأنْتُمْ سامِدُونَ } يقول : لاهون . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : هي يمانية اسمد تَغَنَّ لنا . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : هو الغناء ، وهي يمانية ، يقولون : اسمد لنا : تَغَنَّ لنا . قال : ثنا عبيد الله الأشجعي ، عن سفيان ، عن حكيم بن الديلم ، عن الضحاك ، عن ابن عباس { وأنْتُمْ سامِدُونَ } قال : كانوا يمرّون على النبيّ صلى الله عليه وسلم شامخين ، ألم تروا إلى الفحل في الإبل عَطِناً شامخاً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، في قوله : { وأنْتُمْ سامِدُونَ } قال : غافلون . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وأنْتُمْ سامِدُونَ } قال : كانوا يمرّون على النبيّ صلى الله عليه وسلم غِضاباً مُبَرْطِمين . وقال عكرِمة : هو الغناء بالحِمْيرية . قال : ثنا الأشجعيّ ووكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : هي البَرْطَمة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وأنْتُمْ سامِدُونَ } قال : البرطمة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وأنْتُمْ سامِدُونَ } قال : البرطمة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : السامدون : المغَنُّون بالحميرية . حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : كان عكرِمة يقول : السامدون يغنون بالحميرية ، ليس فيه ابن عباس . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : { سامِدُونَ } : أي غافلون . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { سامِدُونَ } قال : غافلون . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وأنْتُمْ سامِدُونَ } السُّمود : اللهو واللعب . حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا سفيان بن سعيد ، عن فطر ، عن أبي خالد الوالبيّ ، عن عليّ رضي الله عنه قال : رآهم قياماً ينتظرون الإمام ، فقال : مالكم سامدون . حدثني ابن سنان القزاز ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عمران بن زائدة بن نشيط ، عن أبيه ، عن أبي خالد قال : خرج علينا عليّ رضي الله عنه ونحن قيام ، فقال : مالي أراكم سامدين . قال : ثنا أبو عاصم ، قال : أخبرنا سفيان ، عن فطر ، عن زائدة ، عن أبي خالد ، بمثله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن سعيد ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم ، في قوله : { وأنْتُمْ سامِدُونَ } قال : قيام القوم قبل أن يجيء الإمام . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن عمران الخياط ، عن إبراهيم في القوم ينتظرون الصلاة قياماً قال : كان يقال : ذاك السُّمود . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن ليث والعزرميّ ، عن مجاهد { وأنْتُمْ سامِدونَ } قال : البَرْطَمة . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس { وأنْتُمْ سامِدُونَ } قال : الغناء باليمانية : اسْمُد لنا . حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأنْتُمْ سامِدونَ } قال : السامد : الغافل . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قال : كانوا يكرهون أن يقوموا إذا أقام المؤذّن للصلاة وليس عندهم الإمام ، وكانوا يكرهون أن ينتظروه قياماً ، وكان يقال : ذاك السُّمود ، أو من السُّمود . وقوله : { فاسْجُدُوا لِلّهِ وَاعْبُدُوا } يقول تعالى ذكره : فاسجدوا لله أيها الناس في صلاتكم دون مَن سواه من الآلهة والأنداد ، وإياه فاعبدوا دون غيره ، فإنه لا ينبغي أن تكون العبادة إلاَّ له ، فأخلصوا له العبادة والسجود ، ولا تجعلوا له شريكاً في عبادتكم إياه .