Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 11-12)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { فَفَتَحْنا } لما دعانا نوح مستغيثاً بنا على قومه { أبْوَابَ السَّماءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ } وهو المندفق ، كما قال امرؤ القيس في صفة غيث : @ رَاحَ تَمْرِيه الصَّبا ثُمَّ انْتَحَى فِيهِ شُؤْبُوبُ جنوبٍ مُنْهَمِرْ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ } قال : ينصبّ انصباباً . وقوله : { وَفَجَّرْنا الأرْضَ عُيُوناً } يقول جلّ ثناؤه : وأسلنا الأرض عيون الماء . كما : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، في قوله : { وَفَجَّرْنا الأرْضَ عُيُوناً } قال : فجَّرنا الأرض الماءَ وجاء من السماء . { فالْتَقَى المَاءُ على أمْرٍ قَدْ قُدرْ } يقول تعالى ذكره : فالتقى ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدره الله وقضاه ، كما : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { فالْتَقَى المَاءُ على أمْرٍ قَدْ قُدِرْ } قال : ماء السماء وماء الأرض . وإنما قيل : فالتقى الماء على أمر قد قدر ، والالتقاء لا يكون من واحد ، وإنما يكون من اثنين فصاعداً ، لأن الماء قد يكون جمعاً وواحداً ، وأريد به في هذا الموضع : مياه السماء ومياه الأرض ، فخرج بلفظ الواحد ومعناه الجمع . وقيل : التقى الماء على أمر قد قُدر ، لأن ذلك كان أمراً قد قضاه الله في اللوح المحفوظ . كما : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب قال : كانت الأقوات قبل الأجساد ، وكان القدر قبل البلاء ، وتلا { فالْتَقَى المَاءُ على أمْرٍ قَدْ قُدِرَ } .