Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 13-14)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وحملنا نوحاً إذ التقى الماء على أمر قد قُدر ، على سفينة ذات ألواح ودُسُر . والدسر : جمع دسار وقد يقال في واحدها : دسير ، كما يقال : حَبِيك وحِباك والدِّسار : المسمار الذي تشدّ به السفينة يقال منه : دسرت السفينة إذا شددتها بمسامير أو غيرها . وقد اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم في ذلك بنحو الذي قلنا فيه . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، أخبرني ابن لَهِيعة ، عن أبي صخر ، عن القُرَظي ، وسُئل عن هذه الآية { وَحَمَلْناهُ على ذَاتِ ألْوَاح ودُسُر } قال : الدُّسُر : المسامير . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَحَمَلْناهُ على ذَاتِ ألْوَاحٍ ودُسُرٍ } حدثنا أن دُسُرَها : مساميرها التي شُدَّت بها . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { ذَاتِ ألْوَاحٍ } قال : معاريض السفينة قال : { ودُسُر } : قال دُسِرت بمسامير . حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَدُسُر } قال : الدسر : المسامير التي دُسرت بها السفينة ، ضُربت فيها ، شُدّت بها . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَدُسُرٍ } يقول : المسامير . وقال آخرون : بل الدُّسُر : صَدْر السفينة ، قالوا : وإنما وصف بذلك لأنه يدفع الماء ويَدْسُرُه . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { وحَمَلْناهُ على ذَاتِ ألْوَاحٍ ودُسُرٍ } قال : تدسُر الماء بصدرها ، أو قال : بِجُؤْجُؤِها . حدثنا بشر . قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : كان الحسن يقول في قوله : { وَدُسُرٍ } جؤجؤها تَدْسُرُ به الماء . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن أنه قال : تدسر الماء بصدرها . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَدُسُرٍ } قال : الدُّسُر : كَلْكَل السفينة . وقال آخرون : الدسر : عوارض السفينة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الحصين ، عن مجاهد { ذَاتِ ألْوَاحٍ وَدُسُرٍ } قال : ألواح السفينة ودسر عوارضها . وقال آخرون : الألواح : جانباها ، والدُّسُر : طرفاها . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { ذَاتِ ألْوَاحٍ وَدُسُرٍ } أما الألواح : فجانبا السفينة . وأما الدُّسُر : فطرفاها وأصلاها . وقال آخرون : بل الدُّسُر : أضلاع السفينة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَدُسُرٍ } قال : أضلاع السفينة . وقوله : { تَجْرِي بأعْيُنِنا } يقول جلّ ثناؤه : تجري السفينة التي حملنا نوحاً فيها بمرأى منا ومنظر . وذُكر عن سفيان في تأويل ذلك ما : حدثنا ابن حُميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، في قوله : { تَجْرِي بأعْيُنِنا } يقول : بأمرنا { جَزاءً لِمنْ كَان كُفِر } . اختلف أهل التأويل في تأويله : فقال بعضهم : تأويله فعلنا ذلك ثواباً لمن كان كُفر فيه ، بمعنى : كفر بالله فيه . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ } قال : كَفَر بالله . وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { جَزَاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ } قال : لمن كان كفر فيه . ووجه آخرون معنى « مَنْ » إلى معنى « ما » في هذا الموضع ، وقالوا : معنى الكلام : جزاء لما كان كَفَر من أيادي الله ونَعمه عند الذين أهلكهم وغرّقهم من قوم نوح . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { جَزَاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ } قال : لمن كان كفر نعم الله ، وكفر بأياديه وآلائه ورسله وكتبه ، فإن ذلك جزاء له . والصواب من القول من ذلك عندي ما قاله مجاهد ، وهو أن معناه : ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ، وفجَّرنا الأرض عيوناً ، فغرّقنا قوم نوح ، ونجينا نوحاً عقاباً من الله وثواباً للذي جُحِد وكُفِر ، لأن معنى الكفر : الجحود ، والذي جحد ألوهته ووحدانتيه قوم نوح ، فقال بعضهم لبعض : { لا تَذرُنَّ آلهَتَكُمْ وَلا تَذَرُونّ وَدًّا ولا سُواعاً ولاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ ونَسْراً } ومن ذهب به إلى هذا التأويل ، كانت من الله ، كأنه قيل : عوقبوا لله ولكفرهم به . ولو وَجَّه موَجِّه إلى أنها مراد بها نوح والمؤمنون به كان مذهباً ، فيكون معنى الكلام حينئذٍ ، فعلنا ذلك جزاء لنوح ولمن كان معه في الفلك ، كأنه قيل : غرقناهم لنوح ولصنيعهم بنوح ما صنعوا من كفرهم به .