Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 27-28)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : إنا باعثوا الناقة التي سألتها ثمودُ صالحاً من الهضبة التي سألوه بَعثتها منها آية لهم ، وحجة لصالح على حقيقة نبوّته وصدق قوله . وقوله : { فِتْنَةً لَهُمْ } يقول : ابتلاءً لهم واختباراً ، هل يؤمنون بالله ويتبعون صالحاً ويصدّقونه بما دعاهم إليه من توحيد الله إذا أرسل الناقة ، أم يكذّبونه ويكفرون بالله ؟ وقوله : { فارْتَقِبْهُم } يقول تعالى ذكره لصالح : إنا مُرسلو الناقة فتنة لهم ، فانتظرهم ، وتبصَّر ما هم صانعوه بها { وَاصْطَبِرْ } يقول له : واصطبر على ارتقابهم ولا تعجل ، وانتظر ما يصنعون بناقة الله ، وقيل : { واصطبر } وأصل الطاء تاء ، فجعلت طاء ، وإنما هو افتعل من الصبر . وقوله : { ونَبِّئْهُمْ أنَّ الماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } يقول تعالى ذكره : نبئهم : أخبرهم أن الماء قسمة بينهم ، يوم غبّ الناقة ، وذلك أنها كانت ترد الماء يوماً ، وتغبّ يوماً ، فقال جلّ ثناؤه لصالح : أخبر قومك من ثمود أن الماء يوم غبّ الناقة قسمة بينهم ، فكانوا يقتسمون ذلك يوم غبها ، فيشربون منه ذلك اليوم ، ويتزوّدون فيه منه ليوم ورودها . وقد وجه تأويل ذلك قوم إلى أن الماء قسمة بينهم وبين الناقة يوماً لهم ويوماً لها ، وأنه إنما قيل بينهم ، والمعنى : ما ذكرت عندهم ، لأن العرب إذا أرادت الخبر عن فعل جماعة بني آدم مختلطاً بهم البهائم ، جعلوا الفعل خارجاً مخرج فعل جماعة بني آدم ، لتغليبهم فعل بني آدم على فعل البهائم . وقوله : { كُل شِرْب مُحْتَضَرٌ } يقول تعالى ذكره : كلّ شرب من ماء يوم غبّ الناقة ، ومن لبن يوم ورودها محتضر يحتضرونه . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { كُلُّ شِرْب مُحْتَضَر } قال : يحضرون بهم الماء إذا غابت ، وإذا جاءت حضروا اللبن . حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { كُل شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ } قال : يحضرون بهم الماء إذا غابت ، وإذا جاءت حضروا اللبن .