Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 43-45)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لكفار قريش الذين أخبر الله عنهم أنهم { إنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ } أكفاركم معشر قريش خير من أولئكم الذين أحللت بهم نقمتي من قوم نوح وعاد وثمود ، وقوم لوط وآل فرعون ، فهم يأملون أن ينجوا من عذابي ، ونقمي على كفرهم بي ، وتكذيبكم رسولي . يقول : إنما أنتم في كفركم بالله وتكذيبهم رسوله ، كبعض هذه الأمم التي وصفت لكم أمرهم ، وعقوبة الله بكم نازلة على كفركم به ، كالذي نزل بهم إن لم تتوبوا وتنيبوا . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أولَئِكُمْ } أي ممن مضى . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسن ، عن يزيد النحويّ ، عن عكرِمة { أكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ } يقول : أكفاركم يا معشر قريش خير من أولئكم الذين مضوا . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { أكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئكُمْ } قال : أكفاركم خير من الكفار الذين عذبناهم على معاصي الله ، وهؤلاء الكفار خير من أولئك . وقال أكُفَّارُكُمْ خيرٌ مِنْ أولئكم استنفاها . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { أكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ } يقول : ليس كفاركم خيرا من قوم نوح وقوم لوط . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس { أكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ } قال : كفار هذه الأمة . وقوله : { أمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ } يقول جلّ ثناؤه : أم لكم براءة من عقاب الله معشر قريش ، أن يصيبكم بكفركم بما جاءكم به الوحي من الله في الزبر ، وهي الكتب . كما : حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا أبو عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { الزُّبُرِ } يقول : الكتب . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { أمْ لَكُمْ بَرَاءَةً فِي الزُّبُرِ } في كتاب الله براءة مما تخافون . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة { أمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ } يعني في الكتب . وقوله : { أمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَميعٌ مُنْتَصِرٌ } يقول تعالى ذكره : أيقول هؤلاء الكفار من قريش : نحن جميع منتصر ممن قصدنا بسوء ومكروه ، وأراد حربنا وتفريق جمعنا ، فقال الله جلّ ثناؤه : سيهزم الجمع يعني جمع كفار قريش { وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } يقول : ويولون أدبارهم المؤمنين بالله عن انهزامهم عنه . وقيل : الدبر فوحَّد والمراد به الجمع كما يقال ضربنا منهم الرأس : أي ضربنا منهم الرؤوس : إذ كان الواحد يؤدي عن معنى جمعه ، ثم إن الله تعالى ذكره صدّق وعده المؤمنين به فهزم المشركين به من قريش يوم بدر وولوهم الدُّبر . كما : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن أيوب قال : لا أعلمه إلا عن عكرمة أن عمر قال لما نزلت { سَيُهْزَمُ الجَمْعُ } جعلت أقول : أيّ جمع يهزم ؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول : { سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس { سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } قال : يوم بدر . قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة ، قوله : { سَيُهْزَمُ الجَمْعُ } يعني جمع بدر { وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { سَيُهْزَمُ الجَمْعُ … } الآية ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر " هُزِمُوا وَوَلَّوُا الدُّبُرَ " حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } قال : هذا يوم بدر . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا أيوب ، عن عكرِمة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . كان يثب في الدرع ويقول : " هُزِمَ الجَمْعُ وَوَلَّوُا الدُّبُرَ " حدثني إسحاق بن شاهين ، قال : ثنا خالد بن عبد الله ، عن داود ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس { سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } قال : كان ذلك يوم بدر . قال : قالوا نحن جميع منتصر ، قال : فنزلت هذه الآية .