Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 39-42)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : فيومئذٍ لا يسأل الملائكة المجرمين عن ذنوبهم ، لأن الله قد حفظها عليهم ، ولا يسأل بعضهم عن ذنوب بعض ربهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ وَلا جانّ } يقول تعالى ذكره : لا يسألهم عن أعمالهم ، ولا يسأل بعضهم عن بعض وهو مثل قوله : وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ المُجْرِمُونَ ومثل قوله لمحمد صلى الله عليه وسلم وَلا تُسْئَلُ عَنْ أصحَابِ الجَحِيمِ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : { لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ وَلا جانّ } قال : حفظ الله عزّ وجلّ عليهم أعمالهم . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ وَلا جانّ } قال : كان مجاهد يقول : لا يسأل الملائكة عن المجرم يعرفون بسيماهم . حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَل عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ وَلا جانّ } قال : قد كانت مسألة ثم ختم على ألسنة القوم فتتكلم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون . وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } يقول تعالى ذكره : فبأيّ نعم ربكما معشر الثقلين ، التي أنعم عليكم من عدله فيكم ، أنه لم يعاقب منكم إلاَّ مجرماً … وقوله : { يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بسِيماهُمْ } يقول تعالى ذكره تعرف الملائكة المجرمين بعلاماتهم وسيماهم التي يسوّمهم الله بها من اسوداد الوجوه ، وازرقاق العيون . كما : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور عن معمر ، عن الحسن ، في قوله : { يُعْرَفُ المُجْرِمونَ بسِيماهُمْ } قال : يعرفون باسوداد الوجوه ، وزُرقة العيون . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بسِيماهُمْ } قال : زرق العيون ، سود الوجوه . وقوله : { فَيُؤْخَذُ بالنَّوَاصِي والأقْدَامِ } يقول تعالى ذكره : فتأخذهم الزبانية بنواصيهم وأقدامهم فتسحبهم إلى جهنم ، وتقذفهم فيها { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } يقول تعالى ذكره : فبأيّ نعم ربكما معشر الجنّ والإنس التي أنعم عليكم بها من تعريفه ملائكته أهل الإجرام من أهل الطاعة منكم حتى خصوا بالإذلال والإهانة المجرمين دون غيرهم .