Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 68-71)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وفي هاتين الجنتين المدهامَّتين فاكهة ونخل ورمَّان . وقد اختلف في المعنى الذي من أجله أعيد ذكر النخل والرمان وقد ذُكر قبل أن فيهما الفاكهة ، فقال بعضهم : أعيد ذلك لأن النخل والرمان ليسا من الفاكهة . وقال آخرون : هما من الفاكهة وقالوا : قلنا هما من الفاكهة ، لأن العرب تجعلهما من الفاكهة ، قالوا : فإن قيل لنا : فكيف أعيدا وقد مضى ذكرهما مع ذكر سائر الفواكه ؟ قلنا : ذلك كقوله : { حافِظوا على الصَّلَوَاتِ والصَّلاةِ الوُسْطَى } فقد أمرهم بالمحافظة على كلّ صلاة ، ثم أعاد العصر تشديداً لها ، كذلك أعيد النخل والرمَّان ترغيباً لأهل الجنة . وقال : وذلك كقوله : { أَلمْ تَرَ أنَّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ } ، ثم قال : { وكَثِيرٌ مِنَ النَّاس وكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذَابُ } وقد ذكرهم في أوّل الكلمة في قوله : { مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ } حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن رجل ، عن سعيد بن جُبير ، قال : نخل الجنة جذوعها من ذهب ، وعروقها من ذهب ، وكرانيفها من زمرد ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، ورطبها كالدلاء ، أشدّ بياضاً من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من العسل ، ليس له عَجَم . قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، عن وهب الذماري ، قال : بلغنا أن في الجنة نخلاً جذوعها من ذهب ، وكرانيفها من ذهب ، وجريدها من ذهب ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، كأحسن حلل رآها الناس قط ، وشماريخها من ذهب ، وعراجينها من ذهب ، وثفاريقها من ذهب ، ورطبها أمثال القِلال ، أشدّ بياضاً من اللبن والفضة ، وأحلى من العسل والسكر ، وألين من الزُّبد والسَّمْن . وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكما تكَذْبانِ } يقول : فبأيّ نِعَم ربكما تكذّبان ، يقول : فبأيّ نعم ربكما التي أنعمها عليكم بهذه الكرامة التي أكرم بها محسنكم تكذّبان . وقوله : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسانٌ } يقول تعالى ذكره : في هذه الجنان الأربع اللواتي اثنتان منهنّ لمن يخاف مقام ربه ، والأُخريان منهنّ من دونهما المدهامتان خيرات الأخلاق ، حِسان الوجوه . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسانٌ } يقول : في هذه الجنان خيرات الأخلاق ، حِسان الوجوه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { خَيْراَتٌ حِسانٌ } قال : خيرات في الأخلاق ، حِسان في الوجوه . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسانٌ } قال : الخيرات الحسان : الحور العين . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوام ، عن قتادة { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسانٌ } قال : خيرات الأخلاق ، حِسان الوجوه . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن أبي عبيد ، عن مسروق ، عن عبد الله { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسانٌ } قال : في كل خيمة زوجة . حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : ثنا محمد بن الفرج الصّدَفيّ الدمياطي عن عمرو بن هاشم ، عن ابن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أمّ سلمة قالت قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله : { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسانٌ } قال : " خَيْرَاتُ الأخْلاقِ ، حِسانُ الوُجُوهِ " . قوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } يقول : فبأيّ نِعَم ربكما التي أنعم عليكما بما ذكر تكذّبان .