Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 72-75)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره مخبراً عن هؤلاء الخيرات الحسان { حُورٌ } يعني بقول حور : بِيض ، وهي جمع حوراء ، والحوراء : البيضاء . وقد بيَّنا معنى الحور فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد { حُورٌ } قال : بيض . قال : ثنا أبو نعيم ، عن إسرائيل ، عن مسلم ، عن مجاهد { حُورٌ } قال : بيض . قال : ثنا وكيع ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { حُورٌ } قال : النساء . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { حُورٌ مَقْصُورَات } الحوراء : العَيْناء الحسناء . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان : الحور : سواد في بياض . قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : الحور : البيض قلوبهم وأنفسهم وأبصارهم . وأما قوله : { مَقْصُورَاتٌ } فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله ، فقال بعضهم : تأويله أنهنّ قُصِرْن على أزواجهنّ ، فلا يبغين بهم بدلاً ، ولا يرفعن أطرافهنّ إلى غيرهم من الرجال . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد : { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : قُصِر طرفهنّ وأنفسهنّ على أزواجهنّ . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا وكيع ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { مَقْصُورَاتٌ } قال : قُصِر طرفهنّ على أزواجهنّ فلا يردن غيرهم . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : قَصَرْن أنفسَهنّ وأبصارهنّ على أزواجهنّ ، فلا يردن غيرهم . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا عبيد الله وابن اليمان ، عن أبي جعفر ، عن الربيع { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : قصرن طرفهنّ على أزواجهنّ . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن منصور ، عن مجاهد { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : قصرن أنفسهنّ وقلوبهنّ وأبصارهنّ على أزواجهنّ ، فلا يردن غيرهم . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : قصر طرفهنّ على أزواجهنّ فلا يردن غيرهم . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور عن مجاهد ، قوله : { مَقْصُورَاتٌ } قال : مقصورات على أزواجهنّ فلا يردن غيرهم . وقال آخرون : عُنِي بذلك أنهنّ محبوسات في الحِجال . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : محبوسات في الخيام . حدثنا جعفر بن محمد البزوري ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، بمثله . حدثنا أبو هشام الرفاعيّ ، قال : ثنا أبو نعيم ، عن إسرائيل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس { مَقْصُورَاتٌ } قال : محبوسات . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، قال : أخبرنا أبو معشر السندي ، عن محمد بن كعب ، قال : محبوسات في الحِجال . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيام } قال : لا يبرحن الخيام . حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ، قال : ثنا عثام بن عليّ ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، في قوله : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : عَذارَى الجنة . حدثنا أبو كُرَيب وأبو هشام قالا : ثنا عثام بن عليّ ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، مثله . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { مَقْصُورَاتٌ } قال : المحبوسات في الخيام لا يخرجن منها . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : محبوسات ، ليس بطوّافات في الطرق . والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إن الله تبارك وتعالى وصفهنّ بأنهنّ مقصورات في الخيام والقصر : هو الحبس ولم يخصص وصفهنّ بأنهنّ محبوسات على معنى من المعنيين اللذين ذكرنا دون الآخر بل عمّ وصفهنّ بذلك . والصواب أن يعمّ الخبر عنهنّ بأنهنّ مقصورات في الخيام على أزواجهنّ ، فلا يردن غيرهم ، كما عمّ ذلك . وقوله : { فِي الخِيامِ } يعني بالخيام : البيوت ، وقد تسمي العرب هوادج النساء خياماً ومنه قول لبيد : @ شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ يَوْمَ تَحَمَّلُوا فَتَكَنَّسُوا قُطُنا تُصِرُّ خِيامُها @@ وأما في هذه الآية فإنه عُنِيَ بها البيوت . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا يحيى ، عن سعيد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا عبد الملك بن ميسرة ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : الدرّ المجوّف . حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا شبابة ، قال : ثنا شعبة ، عن عبد الملك ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، مثله . حدثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ ، قال : ثنا فضيل بن عياش ، عن هشام ، عن محمد ، عن ابن عباس في قوله : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : الخيمة لؤلؤة أربعة فراسخ في أربعة فراسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا أبو نعيم ، عن إسرائيل ، عن مسلم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس { فِي الخِيامِ } قال : بيوت اللؤلؤ . حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسيّ ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا إدريس الأودي ، عن شمر بن عطية ، عن أبي الأحوص ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتدرون ما حور مقصورات في الخيام ؟ الخيام : درّ مجوّف . قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا مسعر ، عن عبد الملك ، عن أبي الأحوص ، في قوله : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : درّ مجوّف . وبه عن أبي الأحوص قال : الخيمة : درّة مجوّفة فرسخ في فرسخ ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب . قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا همام ، عن قتادة ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : الخيمة في الجنة من درّة مجوّفة ، فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع . حدثني أحمد بن المقدام ، قال : ثنا المعتمر ، قال : سمعت أبي يحدّث ، عن قتادة ، عن خليد العصريّ قال : لقد ذكر لي أن الخيمة لؤلؤة مجوّفة لها سبعون مِصْراعاً ، كلّ ذلك من درّ . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سعيد بن جُبير أنه قال : الخيام : درّ مجوّف . قال : ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : الخيام : درّ مجوّف . حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا وكيع ويعلى عن منصور ، عن مجاهد : في الخيام : قال : الدرّ المجوف . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { فِي الخِيامِ } قال : خيام درّ مجوّف . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن حرب بن بشير ، عن عمرو بن ميمون ، قال : الخيام : الخيمة : درّة مجوّفة . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا وكيع ، عن سَلَمة بن نُبَيط ، عن الضحاك ، قال : الخيمة : درّة مجوّفة . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا ابن اليمان ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب { فِي الخِيام } : في الحجال . قال : ثنا عبيد الله وابن اليمان ، عن أبي جعفر ، عن الربيع { فِي الخِيامِ } قال : في الحجال . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن منصور ، عن مجاهد : في الخِيامِ قال : خيام اللؤلؤ . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { فِي الخِيامِ } الخيام اللؤلؤ والفضة ، كما يقال والله أعلم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } ذُكر لنا أن ابن عباس كان يقول : الخيمة درّ مجوّفة ، فرسخ في فرسخ ، لها أربعة آلاف باب من ذهب . وقال قتادة : كان يقال : مسكن المؤمن في الجنة ، يسير الراكب الجواد فيه ثلاث ليال وأنهاره وجنانه وما أعدّ الله له من الكرامة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قال ابن عباس : الخيمة : درّة مجوّفة ، فرسخ في فرسخ ، لها أربعة آلاف باب من ذهب . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال يقال : خيامهم في الجنة من لؤلؤ . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : الخيام : الدرّ المجوّف . حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثني حِرْميّ بن عمارة ، قال : ثنا شعبة ، قال : أخبرني عمارة ، عن أبي مجلز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قول الله : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : " دُرّ مُجَوَّفٌ " . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول كان ابن مسعود يحدّث ، عن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " هِيَ الدُّرّ المُجَوَّفُ " يعني الخيام في قوله : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيامِ } قال : في خيام اللؤلؤ . وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } يقول : فبأيّ نعم ربكما التي أنعم عليكما من الكرامة بإثابة محسنكم هذه الكرامة تكذّبان . وقوله : { لمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جانّ } يقول تعالى ذكره : لم يمسهنّ بنكاح فيدميهن إنس قبلهم ولا جانّ . وقرأت قرّاء الأمصار { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ } بكسر الميم في هذا الموضع وفي الذي قبله . وكان الكسائي يكسر إحداهما ، ويضمّ الأخرى . والصواب من القراءة في ذلك : ما عليه قرّاء الأمصار لأنها اللغة الفصيحة ، والكلام المشهور من كلام العرب . وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ } يقول تعالى ذكره : فبأيّ نِعَم ربكما التي أنعم عليكم بها مما وصف تكذبان .