Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 76-78)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : ينعم هؤلاء الذين أكرمهم جلّ ثناؤه هذه الكرامة التي وصفها في هذه الآيات في الجنتين اللتين وصفهما { مُتَّكِئِينَ على رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيّ حِسانِ } . واختلف أهل التأويل في معنى الرفرف ، فقال بعضهم : هي رياض الجنة ، واحدتها : رفرفة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبَير أنه قال فِي هذه الآية { مُتَّكِئِينَ على رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : رياض الجنة . حدثنا عباس بن محمد ، قال : ثنا أبو نوح ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبَير ، مثله . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا سعيد بن جُبَير ، فِي قوله : { مُتَّكِئِينَ على رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : الرفرف : رياض الجنة . وقال آخرون : هي المحابس . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { مُتَّكِئِينَ على رَفْرَفٍ خُضْر } يقول : المحابس . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { مُتَّكِئِينَ على رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : الرفرف : فضول المحابس والبسط . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { مُتَّكِئينَ على رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : هي البسط أهل المدينة يقولون : هي البسط . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كُهيل الحضرميّ ، عن رجل يقال له غزوان { رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : فضول المحابس . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن هارون ، عن عنترة ، عن أبيه ، قال : فضول الفُرُش والمحابس . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن مروان ، في قوله : { رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : فضول المحابس . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { مُتَّكِئِينَ على رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : الرفرف الخضر : المحابس . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : محابس خضر . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { رَفْرَفٍ خُضْرٍ } قال : هي المحابس . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { مُتَّكِئِينَ على رَفرَفٍ خُضْرٍ } قال : الرفرف : المحابس . وقال آخرون : بل هي المرافق . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال الحسن : الرفرف : مرافق خُضْر ، وأما العبقريّ ، فإنه الطنافس الثخان ، وهي جماع ، واحدها : عبقرية . وقد ذُكر أن العرب تسمي كل شيء من البسط عبقرياً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وعَبْقَرِيّ حِسانٍ } قال : الزرابيّ . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، { وعَبْقَرِيّ حِسانٍ } قال : العبقريّ : الزرابيّ الحسان . حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبَير ، في قوله : { عَبْقَرِيٍّ حِسانٍ } قال : العبقريّ : عتاق الزرابيّ . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : العبقريّ . الزرابيّ . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان ، قال : ثنا أبو العوّام ، عن قتادة { عَبْقَرِيٍّ حِسانٍ } قال : الزرابيّ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ } قال : زرابيّ . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ } قال : العبقريّ : الطنافس . وقال آخرون : العبقريّ : الديباج . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن مجاهد { وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ } قال : هو الديباج . والقرّاء في جميع الأمصار على قراءة ذلك { على رَفْرَفٍ خُضْر وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ } بغير ألف في كلا الحرفين . وذُكر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم خبر غير محفوظ ، ولا صحيح السند « على رَفارِفَ خُضْرٍ وعَباقِرِيّ » بالألف والإجراء . وذُكر عن زُهير الفرقبي أنه كان يقرأ « على رَفارِفَ خُضْرٍ » بالألف وترك الإجراء « وَعَباقِرِيّ حِسانٍ » بالألف أيضا ، وبغير إجراء . وأما الرفارف في هذه القراءة ، فإنها قد تحتمل وجه الصواب . وأما العباقريّ ، فإنه لا وجه له في الصواب عند أهل العربية ، لأن ألف الجماع لا يكون بعدها أربعة أحرف ، ولا ثلاثة صحاح . وأما القراءة الأولى التي ذُكرت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فلو كانت صحيحة ، لوجب أن تكون الكلمتان غير مجراتين . وقوله : { فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذّبان } يقول تعالى ذكره : فبأيّ نِعم ربكما التي أنعم عليكم من إكرامه أهل الطاعة منكم هذه الكرامة تكذّبان . وقوله : { تَبارَك اسْمُ رَبِّكَ } يقول تعالى ذكره : تبارك ذكر ربك يا محمد { ذي الجَلالِ } يعني ذي العظمة { والإكْرَامِ } يعني : ومن له الإكرام من جميع خلقه . كما : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { ذِي الجَلالِ والإكْرَامِ } يقول : ذو العظمة والكبرياء .