Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 95-96)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : إن هذا الذي أخبرتكم به أيها الناس من الخبر عن المقرّبين وأصحاب اليمين ، وعن المكذّبين الضآلين ، وما إليه صائرة أمورهم { لَهُوَ حَقُّ اليَقِينِ } يقول : لهو الحقّ من الخبر اليقين لا شكّ فيه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { إنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ اليَقِينِ } قال : الخبر اليقين . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وأمَّا إنْ كانَ مِنَ المُكَذْبِينَ الضَّآلِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ اليَقِينِ } حتى ختم ، إن الله تعالى ليس تاركاً أحداً من خلقه حتى يوقفه على اليقين من هذا القرآن . فأما المؤمن فأيقن في الدنيا ، فنفعه ذلك يوم القيامة . وأما الكافر ، فأيقن يوم القيامة حين لا ينفعه . واختلف أهل العربية في وجه إضافة الحقّ إلى اليقين ، والحقّ يقين ، فقال بعض نحويي البصرة ، قال : حقّ اليقين ، فأضاف الحقّ إلى اليقين ، كما قال : { ذلكَ دِينُ القَيِّمَةِ } أي ذلك دين الملَّة القيمة ، وذلك حقّ الأمر اليقين . قال : وأما هذا رجل السَّوء ، فلا يكون فيه هذا الرجل السَّوء ، كما يكون في الحقّ اليقن ، لأن السوء ليس بالرجل ، واليقين هو الحقّ . وقال بعض أهل الكوفة : اليقين نعت للحقّ ، كأنه قال : الحقّ اليقين ، والدين القيم ، فقد جاء مثله في كثير من الكلام والقرآن { وَلَدَارُ الآخِرَةُ } و { الدارُ الآخِرَةُ } قال : فإذا أضيف توهم به غير الأوّل . وقوله : { فَسَبِّحْ باسْم رَبِّكَ العَظِيمِ } يقول تعالى ذكره : فسبح بتسمية ربك العظيم بأسمائه الحسنى .