Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 90-94)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { وأمَّا إنْ كانَ } الميت { مِنْ أصحَابِ اليَمِينِ } الذين يُؤخذ بهم إلى الجنة من ذات أيمانهم { فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أصحَابِ اليَمِينِ } . ثم اختلف في معنى قوله : { فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أصحَابِ اليَمِينِ } فقال أهل التأويل فيه ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأمَّا إنْ كانَ مِنْ أصحَابِ اليَمِينِ } فسلام لك من أصحاب اليمين قال : سلام من عند الله ، وسلَّمت عليه ملائكة الله . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { وأمَّا إنْ كانَ مِنْ أصحَابِ اليَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أصحَاب اليَمِينِ } قال : سلم مما يكره . وأما أهل العربية ، فإنهم اختلفوا في ذلك ، فقال بعض نحوِّيي البصرة { وأمَّا إنْ كانَ مِنْ أصحَابِ اليَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أصحَابِ اليَمِينِ } : أي فيقال سلم لك . وقال بعض نحويِّي الكوفة : قوله : { فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أصحَابِ اليَمِينِ } : أي فذلك مسلم لك أنك من أصحاب اليمين ، وألقيت « أن » ونوى معناها ، كما تقول : أنت مصدّق مسافر عن قليل ، إذا كان قد قال : إني مسافر عن قليل ، وكذلك يجب معناه أنك مسافر عن قليل ، ومصدّق عن قليل . قال : وقوله : { فَسَلامٌ لَكَ } معناه : فسلم لك أنت من أصحاب اليَمين . قال : وقد يكون كالدعاء له ، كقوله : فسُقياً لك من الرجال . قال : وإن رفعت السلام فهو دعاء ، والله أعلم بصوابه . وقال آخر منهم قوله : { فأمَّا إنْ كانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ } فإنه جمع بين جوابين ، ليعلم أن أمَّا جزاء . قال : وأما قوله : { فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أصحَاب اليَمِينِ } قال : وهذا أصل الكلمة مسلم لك هذا ، ثم حذفت « أن » وأقيم « مِنْ » مَقامها . قال : وقد قيل : فسلام لك أنت من أصحاب اليَمِينِ ، فهو على ذاك : أي سلام لك ، يقال : أنت من أصحاب اليمين ، وهذا كله على كلامين . قال : وقد قيل مسلم : أي كما تقول : فسلام لك من القوم ، كما تقول : فسُقياً لك من القوم ، فتكون كلمة واحدة . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : معناه : فسلام لك إنك من أصحاب اليمين ، ثم حُذفت واجتزىء بدلالة مِنْ عليها منها ، فسلمت من عذاب الله ، ومما تكره ، لأنك من أصحاب اليمين . وقوله : { وأمَّا إنْ كانَ مِنَ المُكَذّبِينَ الضَّآلِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ } يقول تعالى : وأما إن كان الميت من المكذّبين بآيات الله ، الجائرين عن سبيله ، فله نُزل من حميم قد أغلي حتى انتهى حرّه ، فهو شرابه . { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } يقول : وحريق النار يحرق بها والتصلية : التفعلة من صلاَّة الله النار فهو يصليه تصلية ، وذلك إذاً أحرقه بها .